«الطاقة الدولية» تحذّر من انبعاثات كربونية قياسية

«الطاقة الدولية» تحذّر من انبعاثات كربونية قياسية

{شل} للطعن في حكم قضائي خاص بخفض التلوث


الأربعاء – 11 ذو الحجة 1442 هـ – 21 يوليو 2021 مـ رقم العدد [
15576]

باريس: «الشرق الأوسط»

حذرت الوكالة الدولية للطاقة الثلاثاء من أن الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون يفترض أن تبلغ مستوى قياسياً عام 2023 وأن تستمر في الارتفاع بعده، نظراً إلى الحصة الضئيلة المخصصة للطاقات النظيفة في خطط الإنعاش الاقتصادي لمرحلة ما بعد كوفيد.
وقالت الوكالة في تحليل لهذه الخطط وتأثيرها على مجال الطاقة، إن الدول أنفقت مبالغ غير مسبوقة لمواجهة الوباء، لكنها خصصت بالكاد 2 في المائة من الأموال للانتقال إلى الطاقات النظيفة.
في هذه المرحلة، ذهب القسم الأكبر من التدابير المالية المعلنة البالغة قيمتها 16 ألف مليار دولار إلى النفقات الصحية والدعم العاجل للشركات والأسر. وخصص حوالي 2300 مليار دولار للإنعاش الاقتصادي بينها 380 مليار مرتبطة بمشاريع «مستدامة» في مجال الطاقة.
أشارت الوكالة إلى أنه «نظراً إلى التوقعات الحالية للنفقات العامة، تتجه انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى بلوغ مستويات قياسية عام 2023 والاستمرار في الارتفاع في السنوات التالية».
وأوضح مدير الوكالة فاتح بيرول «منذ بدء أزمة كوفيد – 19، أشارت حكومات كثيرة إلى مدى أهمية البناء بشكل أفضل من أجل مستقبل صحي أكثر، لكن ينبغي على كثر أن يحولوا الأقوال إلى أفعال».
وأضاف «لا يقتصر الأمر على أن الاستثمار في الطاقات النظيفة لا يزال بعيداً عما هو مطلوب لوضع العالم على مسار يؤدي إلى صفر انبعاثات بحلول منتصف القرن، إنما ذلك ليس كافياً لمنع الانبعاثات العالمية من الارتفاع إلى مستوى قياسي جديد».
ما ينقص هو الأموال العامة والخاصة. بحسب عمليات احتساب قامت بها الوكالة الدولية للطاقة وصندوق النقد الدولي منتصف عام 2020، فإن استثمارات مراعية للبيئة بقيمة ألف مليار دولار إضافية كل عام وعلى مدى ثلاث سنوات ستسمح في آن واحد بدعم الانتعاش وخلق «تسعة ملايين وظيفة»، مع احترام اتفاق باريس للمناخ.
حتى اليوم، يفترض أن تقدم التدابير المتخذة 350 مليار دولار من النفقات الإضافية السنوية بين 2021 و2023. إنه معدل أفضل مما كان عليه قبل فترة تفشي وباء كوفيد لكنه غير كاف.
التوجه مقلق بشكل خاص في الدول النامية وتلك الناشئة حيث مثلاً تتم الاستجابة لزيادة الطلب على الكهرباء عبر استخدام الفحم بدلاً من الاعتماد على توربينات الرياح والألواح الشمسية. تنفذ هذه المناطق من العالم نسبة بالكاد تصل إلى 20 في المائة من الاستثمارات اللازمة لتحقيق حيادها الكربوني، بحسب التقرير الذي يشير إلى الخشية من «فجوة متسعة» مع الدول الغنية.
وقال فاتح بيرول إن «عدداً كبيراً من الدول تفوت أيضاً الفرص التي يمكن أن تغتنمها من جراء ازدهار الطاقات النظيفة: النمو والوظائف ونشر صناعات الطاقة المستقبلية»، مذكراً بالتزام دول الشمال حيال دول الجنوب.
ففي مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 21» الذي عقد عام 2015 في باريس، تعهدت دول الشمال بتقديم مائة مليار دولار على الأقل في السنة لتمويل المشاريع المتعلقة بالمناخ، وهو مبلغ «حد أدنى» ووعد لأكثر من عشر سنوات.
مع أزمة كوفيد، تريد الوكالة الدولية للطاقة من خلال أداتها لمتابعة خطط الإنعاش («ساستاينبل ريكوفري تراكر»)، مساعدة الحكومات في قياس تأثير أعمالها. ونشر أيضاً هذا التقرير المحدث بعيد اجتماع لوزراء البيئة والطاقة في دول مجموعة العشرين في 22 و23 يوليو (تموز) في نابولي.
وتم التحقق من أكثر من 800 تدبير في 50 دولة ويمكن الاطلاع عليها على موقع الوكالة.
أسست الوكالة الدولية للطاقة ومقرها باريس، من جانب منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي عام 1974 بهدف ضمان أمن الطاقة العالمي، لتقديم المشورة خصوصاً للدول الغنية.
في مايو (أيار)، أثارت الوكالة التي تراقب أيضاً انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن الطاقة (أي معظم إجمالي الانبعاثات)، الصدمة عندما نشرت خارطة طريق للحياد الكربوني العالمي بحلول 2050. فحواها هي أنه ينبغي التخلي عن كل مشروع جديد للتنقيب عن الوقود الأحفوري (النفط والغاز والفحم).
وقال فاتح بيرول الثلاثاء إن هذا مسار «ضيق لكنه لا يزال يمكن سلوكه، إذا تحركنا الآن».
على صعيد مواز، قالت شركة النفط والغاز الهولندية البريطانية «رويال داتش شل»، إنها ستطعن على حكم أصدرته محكمة هولندية، يطالبها بخفض انبعاثاتها الكربونية بنسبة 45 في المائة خلال العقد المقبل.
وأوضحت الشركة أمس الثلاثاء، أن القرار الصادر في 26 مايو الماضي، لم يأخذ في الاعتبار استراتيجية «شل» المحدثة لتحول الطاقة، والتي صدرت تفصيليا قبل أكثر من خمسة أسابيع من صدور حكم المحكمة.
وبحسب الحكم الذي صدر في مدينة لاهاي الهولندية، فإن شركة «شل» ملزمة بحماية المناخ، وينطبق ذلك على الشركات التابعة لها، وكذلك مورديها ومستخدمي منتجاتها.
وكان مساهمو شركة «شل» صوتوا في أبريل (نيسان) الماضي لصالح خطة تحول الطاقة الخاصة بها، والتي حددت فيها الشركة أهدافا جديدة للمنتجات منخفضة الكربون، وتعهدت بخفض إنتاج النفط تدريجيا.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، بن فان بيردن، في بيان له أمس: «سوف نعجل من انتقالنا إلى صافي انبعاثات صفر»، مكررا بذلك تأكيدا كان قد صدر في الأسابيع التي تلت صدور الحكم.



أوروبا


الاقتصاد الأوروبي




مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*