تباين منحنى عائد سندات الخزانة الأميركية يرسل إشارات متضاربة على الركود

تباين أداء مؤشري منحنى عائد سندات الخزانة الأميركية اللذين يقيسان التحذيرات المبكرة للركود والنمو، في اتجاهين متعاكسين، مما أثار تساؤلات حول الدرجة التي قد يؤدي بها شراء سندات البنك المركزي والعوامل الفنية الأخرى إلى تشويه الإشارات على مسار الاقتصاد.

واتسع الفارق بين العائد على أذون الخزانة لأجل 3 أشهر والسندات لأجل 10 سنوات هذا الشهر، وهو ما يمكن أن يكون مؤشرا على التوسع الاقتصادي. ويوم الجمعة، وصل هذا المنحنى إلى أعلى مستوياته منذ أكثر من 5 سنوات عند 196 نقطة أساس.

من ناحية أخرى، فإن منحنى العائد لسندات الخزانة الأميركية الذي يعكس تسعير السندات من عامين إلى 10 أعوام، تحول إلى الحركة العرضية، ويقترب من الانعكاس، وهو ما يشير إلى تباطؤ ارتفاع العائد على السندات طويلة الأجل عنها من السندات الأقصر.

وللتوضيح، فإن العائد يرتفع كلما كان أجل السندات أطول، ليعكس المخاطر الأكبر الناجمة عن احتمال التضخم أو التخلف عن السداد.

وكلما اتجه منحنى العائد إلى الارتفاع بقوة فإنه يعطي إشارة إلى توقعات بنشاط اقتصادي أقوى وتضخم أعلى وأسعار فائدة أعلى، فيما يشير المنحنى المستقر إلى أن المستثمرين فقدوا الثقة في توقعات نمو الاقتصاد.

ويشير منحنى “العائد المقلوب”، إلى الركود، إلا أن الإشارة غير واضحة حتى الآن، وفقاً لما ذكره المحللين لوكالة “رويترز”، واطلعت عليه “العربية.نت”.

من جانبه، قال العضو المنتدب لاستراتيجية الماكرو العالمية في Medley Global Advisors، بن إيمونز: “عائد أذون الخزانة لمدة 3 أشهر لا يزال أقل، لأنه لا يعكس ارتفاع أسعار الفائدة في المستقبل. لكنه سيرتفع مع رفع الاحتياطي الفيدرالي للمعدلات”.

وانخفض الفارق إلى نحو 20 نقطة أساس يوم الاثنين، وهو أضيق مستوى له منذ 9 مارس 2020، قبل ظهور جائحة فيروس كورونا.

بدوره، رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة قصيرة الأجل بمقدار 0.25 نقطة مئوية الأسبوع الماضي، وهي أول زيادة منذ أواخر عام 2018.

وقال محلل الدخل الثابت في بي إم أو كابيتال، دان بيلتون: “إذا تطابقت تحركات الفيدرالي مع توقعات السوق، فإن منحنى 3 أشهر / 10 سنوات سيبدأ في الاستقرار مع تسعير المزيد من زيادات الأسعار في سندات الخزانة أجل 3 أشهر”.

وأضاف: “يشير الاختلاف في أسعار سندات الخزانة لمدة 3 أشهر وسنتين إلى أن السوق يقوم بتسعير سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشددة بشكل متزايد خلال العامين المقبلين”.

من ناحية أخرى، سبقت التحركات المتباينة في مؤشر السندات أجل عامين وحتى 10 أعوام آخر 8 فترات ركود، وفقاً للبيانات التي جمعتها شركة BoFA Securities، والتي كان أخرها في عام 2019، وفي العام التالي، دخلت الولايات المتحدة في حالة ركود، على الرغم من حدوث ذلك بسبب الوباء العالمي.


مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*