التجارة العالمية لا تزال مهددة رغم التعافي القوي

التجارة العالمية لا تزال مهددة رغم التعافي القوي

توقّعات نموها 8 % في 2021 مرتبطة بالمساواة في التلقيح


السبت – 21 ذو الحجة 1442 هـ – 31 يوليو 2021 مـ رقم العدد [
15586]

حذّرت منظمة التجارة العالمية من استمرار المخاطر على حركة التجارة العالمية التي تسجّل حالياً وتيرة تعافٍ أسرع من المتوقع (رويترز)

جنيف: «الشرق الأوسط»

حذّرت «منظمة التجارة العالمية» من مخاطر عدم المساواة في الحصول على اللّقاحات المضادّة لـ«كورونا»، في العالم، على حركة التجارة العالمية التي تسجّل حالياً وتيرة تعافٍ أسرع من المتوقع.
وقالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، نغوزي أوكونجو – إيويلا، لدى عرضها أمام الدول الأعضاء التقرير نصف السنوي للتجارة العالمية، مساء الخميس، إنّ «التجارة العالمية تعافت بشكل أسرع من المتوقّع منذ النصف الثاني من عام 2020، بعد أن تراجعت بشكل حادّ خلال الموجة الوبائية الأولى». وأضافت أنّ المنظّمة تتوقّع أن ينمو حجم تجارة البضائع بنسبة 8 في المائة في 2021، وبنسبة 4 في المائة في 2022.
وإذا كان حجم تجارة البضائع في العالم تجاوز في وقت سابق من هذا العام المستوى الذي كان عليه قبل الجائحة، فإنّ تجارة الخدمات تواجه صعوبة في التعافي من جراء القيود التي ما زالت مفروضة بسبب الجائحة، والتي تنعكس سلباً على السفر والنقل، وفقاً للمديرة العامة.
لكنّ هذه الصورة الوردية للتعافي تخفي خلفها فوارق مهولة. وقالت أوكونجو – إيويلا إنّه «كما هو حال الاقتصاد بشكل عام، فإنّ الأداء التجاري يتباين بشكل حادّ من منطقة إلى أخرى، وعدم المساواة في الحصول على اللّقاحات المضادّة لـ(كوفيد – 19) هو أحد الأسباب الرئيسية لهذه التباينات».
وكان «صندوق النقد الدولي» حذّر الثلاثاء في توقعاته الاقتصادية العالمية الجديدة من أنّ عدم المساواة في الحصول على اللّقاحات يوسّع عدم المساواة في الانتعاش الاقتصادي بين الدول.
وأوكونجو – إيويلا، وزيرة المالية النيجيرية السابقة التي تسلّمت مهامها على رأس «منظمة التجارة العالمية» في الأول من مارس (آذار) الماضي، وضعت في صدارة أولوياتها جعل المنظمة أداة أساسية في مكافحة الجائحة من خلال إيجاد وسائل لزيادة إنتاج اللّقاحات.
لكنّ الدول الأعضاء منقسمة بشدّة حول مسألة تعليق العمل مؤقتاً ببراءات الاختراع التي تحمي إنتاج اللقاحات، وهو اقتراح تدافع عنه المديرة العامة. وحذّرت المديرة العامة من أنّ «الفشل في ضمان وصول عالمي إلى اللقاحات يشكّل مخاطر جسيمة على الاقتصاد العالمي وعلى الصحّة العامة»، مذكّرةً بأنّ الدول الفقيرة لم تتمكّن حتّى الآن من تحصين سوى 1 في المائة فقط من سكّانها، في حين ترتفع هذه النسبة إلى 50 في المائة في الدول الغنية.
ويوم الثلاثاء الماضي، قالت الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي إنها لا تزال تشارك في مفاوضات مع أعضاء «منظمة التجارة العالمية»، حول سبل تحسين توريد وتوزيع اللقاحات المضادة لـ«كوفيد – 19»، ومنها تنازل مقترح عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات.
ولم تفصح تاي عن أي تقدم في المحادثات، منذ أن أعلنت في مايو (أيار) أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدعم مقترح رفع حقوق الملكية الفكرية الذي تقوده جنوب أفريقيا والهند.
وقالت تاي إن «هذه لحظة مهمة لـ(منظمة التجارة العالمية) لإظهار قدرتها على رفع مستوى التعامل مع الأزمة العالمية والعمل بكفاءة لتحسين حياة الناس العاديين».
وكانت أوكونجو – إيويلا قالت، مطلع الأسبوع، إنه يتعين على الدول الأفريقية تعزيز قدرتها على إنتاج اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا المستجد» (كوفيد – 19) في القارة، والعمل مع شركات الأدوية لضمان توافر المواد الخام اللازمة لإنتاج التطعيمات، حسبما أفادت به «وكالة بلومبرغ».
وفي حين يُنظر إلى التنازل عن جوانب حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة على أنه وسيلة لتحسين إمدادات لقاحات «كوفيد – 19» لأقل قارات العالم تلقيحاً، حذرت أوكونجو – إيويلا من أن حفنة فقط من البلدان الأفريقية لديها القدرة على إنتاج الأدوية المنقذة للحياة. وقالت إن «هناك عدداً قليلاً من البلدان – ربما تونس والمغرب إلى حد ما، والسنغال وجنوب أفريقيا – لديها بعض القدرة؛ ولهذا السبب نستورد 99 في المائة من لقاحاتنا». وأضافت: «إذا حصلنا على الملكية الفكرية اليوم، فلن نتمكن من فعل أي شيء معها، لأننا لا نملك القدرة على الاستثمار، وليس لدينا القدرة على التصنيع».



العالم


الإقتصاد العالمي


منظمة التجارة العالمية




مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*