وتؤكد لوسى ورسلى في البداية أن أجاثا كريستي لم تقض حياتها بأنها ربة منزل عادية وفقا للصورة السائدة عنها فكما تقول لوسي ورسلي كانت أجاثا كريستى عصرية بشكل مذهل ومتألق حيث ذهبت أكثر من مرة لركوب الأمواج في هاواي، وكانت تحب السيارات السريعة، وكانت مفتونة بعلم النفس الجديد، الذي ساعدها في علاج مرض عقلي مدمر.
تعيد لوسى ورسلى النظر في أسوأ حلقة في حياة كريستي وهى اختفائها لمدة 11 يومًا في ديسمبر 1926 مما أدى إلى تغطية إعلامية شاملة وتفتيش مكثف للشرطة وبعد أن عادت للظهور في فندق في هاروجيت، كان هناك شك واسع النطاق بأن كانت قصتها عن فقدان الذاكرة كانت حيلة دعائية متقنة.
فيما يتعلق بالروايات ينصب تركيز لوسى ورسلي على دحض الافتراض القائل بأن كريستي ابتكرت ولخصت ما أصبح يُعرف بالخيال الإجرامي “المريح”، مشيرة إلى العناصر الأكثر قتامة في عملها، وحداثتها، واهتمامها المتزايد بالموضوعات النفسية.
كانت موهبة أجاثا كريستى في الحوار والتلاعب بالقوالب النمطية الاجتماعية لدى كتابتها الروايات كما توضح لوسى ورسلي، هائلة، ومتوافقة بشدة مع القلق الطبقي المتزايد في القرن العشرين، كما أن العديد من الشخصيات مرسومة بعناية لتبدو في مراحل انتقالية أو مجردة.
تتفوق لوسى ورسلي في وصفها لحياة كريستي اليومية، فنحن لا نسمع شيئًا تقريبًا عن آرائها السياسية وهي تعيش في حربين عالميتين إذ لم يعرف أن لها ميول سياسية أو رغبة في العموم في التحدث عن السياسة لكننا نستخلص إحساسًا بتفردها لأنها كانت تتجاهل باستمرار صفارات الإنذار المنبعثة للتحذير من الغارات الجوية أثناء الحرب العالمية الثانية لتعيش حياتها بصورة طبيعية جدا.
وقد تناولت الكاتبة شراء أجاثا كريستي للعقارات شبه الإجباري ، وتمويلها الهادئ شبه السري لمسيرة زوجها الثاني في مجال الآثار وحبها للطعام الغني بطريقة تسمح لنا بفهم نسخة المنزل والحب والاستقرار التي كانت تحاول إنشاءها.
يذكر أن لوسي ورسلي كاتبة بريطانية قدمت أفلامًا وثائقية تاريخية لبي بي سي، كما ألفت العديد من الكتب الأكثر مبيعًا مثل الملكة فيكتوريا؛ جين اوستن في المنزل، فن القتل الانجليزي، وإذا كانت الجدران يمكن أن تتحدث: تاريخ حميم للمنزل.
مصدر الخبر