الثورة العربية.. الأسباب وراء اندلاعها وهل ساعد البريطانيون شرفاء مكة؟


تمر، اليوم، الذكرى الـ104، على اندلاع الثورة العربية الكبرى فى مكة، ضد الحكم العثمانى، إذ بدأت فى 10 يونيو عام 1916، بقيادة حاكم مكة الشريف حسين بن على، والثورة العربية الكبرى، وهى ثورة مسلحة ضد الدولة العثمانية، بدأت فى الحجاز، حينما أطلق الشريف الحسين بن علي طلقة واحدة من بندقيته.


 


وامتدت الثورة ضد العثمانيين بعد إخراجهم من الحجاز حتى وصلت بلاد الشام، وإسقاط الحكم العثمانى فيها، وفى العراق؛ وذلك نتيجة للسياسة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، والتى تمثلت بالتجنيد الإجبارى، ومصادرة الأملاك والأرزاق، ومن ثم مجاعة 1915، والسياسة القمعية لجمال باشا، الحاكم العسكرى للولايات السورية العثمانية، إلى جانب تراكمات العلاقة المعقدة بين العرب، والأتراك منذ أواسط القرن التاسع عشر، وحتى مؤتمر باريس عام 1913.


 


ولم تكن الثورة العربية ضد الاحتلال العثمانى، الذى أدى إلى سوء الأوضاع الاقتصادية فى أغلب المناطق العربية، وبدلا من أن يسعى الحكام العثمانيين لخدمة المسلمين، كانوا يفرضون عليهم الضرائب من أجل أن ينعموا فى الترف، وخلال قرون وجود الأتراك فى المناطق العربية.


 


“الهاشميون والحلم العربى” وهو من تأليف روبرت ماكنمارا، أكد أن القوميون العرب يدعون أن التشجيع البريطانى للثورة العربية ضد الإمبراطورية العثمانية كان اعترافًا من بريطانيا بحق العرب فى الاستقلال، ويكشف الباحث كيف قام البريطانيون بتحضير شرفاء مكة الهاشميون خلال الحرب العالمية الأولى لكى يصبحوا البديل الأمثل للسلطان العثمانى، والذى مارس دوره كخليفة وأعلن الجهاد ضد قوات الحلفاء عندما انضمت القوات التركية إلى دول المركز.


 


ويوضح “ماكنمار” أن الهدف من ذلك تحويل شريف مكة من مجرد قائد لجزيرة عربية متحدة ومستقلة إلى قائد للشرق الأوسط، أى بديلاً عن السلطان العثمانى، وفى الوقت نفسه، تسببت اتفاقية سايكس بيكو فى تقسيم الشرق الأوسط بين بريطانيا وفرنسا، فتسبب الشعور بالخيانة الذى انتاب العرب، وخصوصًا بعد وعد بلفور بتغيير نظرة القوميين العرب للغرب من وقتها.


 


وجاءت أسباب قيام الثورة العربية الكبرى منع العرب من التكلم باللغة العربية وإجبارهم بالتحدث باللغة التركية، تراجع الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفقر بين العرب بينما كان حكام وأعيان الدولة العثمانية يستغلون خيرات البلاد العربية ويتمتعون بها، شل النهضة العربية في النصف الثاني من القرن 19 والتى تسبب في خلق ثغرة كبيرة فى التطور العلمى والفكرى والاقتصادى ما بين الدول العربية والدول الأوروبية، فرض الدولة القوانين التى تلزم التجنيد الإجبارى على العرب خلال الحرب العالمية الأولى، مجاعة 1915 والتى حدثت نتيجةً لاستغلال الدولة العثمانية للأراضى الزراعية ومحاصيلها وكافة موارد الدولة لتمويل الجيش التركى والحرب، مما تسبب في موت عشرات الآلاف من سكان مناطق سوريا الكبرى بسبب الجوع.


 


أما عن نتائج الثورة العربية الكبرى ففكانت “طرد العثمانيين من بلاد الجزيرة العربية وبلاد الشام، البدء بتأسيس دولة عربية كبرى فى تلك المناطق، عملت الحكومة البريطانية على تقسيم المناطق العربية إلى ثلاث مناطق خاضعة للحكم العسكرى وهى المنطقة الجنوبية تحت الحكم البريطانى والمنطقة الشمالية تحت حكم الفيصل والمنطقة الغربية تحت الحكم الفرنسي، الغزو الفرنسى للمناطق السورية وإنهاؤها للحكم العربى فيها مع بدء الانتداب الفرنسى على هذه المناطق، بدء انتداب بريطانيا على كل من فلسطين والعراق والمناطق الشرقية من الأردن، علان عبد الله ابن الشريف حسين بقيام إمارة شرق الأردن تحت حكمه وقيادته بعد طرد القوات الفرنسية له من سوريا، سقوط الشريف حسين بعد حدوث منازعات عديدة بينه وبين ابن سعود حاكم شبه الجزيرة العربي آنذاك.


مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*