الشعراوي مفسرًا سورة “الكهف”: لهذه الأسباب ألقى الله النعاس


01:51 م


الجمعة 13 نوفمبر 2020

كتبت – آمال سامي:

“سورة مليئة بالكهوف المعنوية والكهف الحقيقي فيها هو ما ذكر في أولها عن أهل الكهف” هكذا تحدث إمام الدعاة، محمد متولي الشعراوي- رحمه الله- في تفسيره لسورة الكهف في كتاب حمل اسمها نشرته دار أخبار اليوم، بادئًا بقصة أهل الكهف، واصفًا أياها بأنها قصة كل قوم يفرون من الطغاة الذين يحاولون أن يجبروهم على الكفر بالله، فيفروا بدينهم ويختبئوا في كهف.

يقول الشعراوي إن الله سبحانه وتعالى وصف كل من يفر بدينه ويختبيء في كهف: “إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى”، قائلًا أن بهذا الوصف عرفنا أن أهل الكهف لم يكونوا كهولًا ضعفاء بل فتية مؤمنون بالله، وزادهم الله إيمانًا على أيمانهم، وهكذا يفعل مع المؤمن، فيعينه على الطريق مادام إيمانه صحيحًا وقويًا، مستشهدًا بقوله تعالى: “والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم”، فالله تعالى يريد أن يخبرنا أنه يعين المؤمن على إيمانه فيزيده من فضله.

“وإذا اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكف…”يقول الشعراوي إن الله سبحانه وتعالى يريد منا أن نعلم أن هذا الكهف الضيق لن يضيق عليهم بمساحته الصغيرة فرحمة الله ستجعل هذا المكان الضيق رحبًا وواسعًا فلا يحسون بضيق المكان، وسيتوقف الزمان فيه، فلا يشعرون بضيق الزمان بل تحيط رحمة الله تعالى بهم، “إن هذا يلفتنا إلى أن كل من يفر بدينه إلى مكان غير الذي يقيم فيه مهما كان ضيقًا فالله برحمته يجعله واسعًا رحبًا”، يقول الشعراوي مشيرًا إلى أن ضيق الرزق في هذا المكان لن يواجه الفار بدينه فسيفتح الله له أبواب الرزق، وإن كان يضيق بالغرباء، يضع الله في قلوب أهله رحمة بهم، فيكونوا من أشد الناس ترحيبًا بمن يفر بدينه، “وهكذا فإن الذي يفر بدينه من الكفر لا يخزيه الله أبدًا”.

ويفسر الشعراوي سر نعاس أهل الكهف الطويل قائلًا إن الله سبحانه وتعالى أزال من حياتهم هم البحث عن الطعام والشراب، لأن عملية البحث كانت ستعرضهم لمخاطر عديدة، فمن يخرج ليأتي بطعام قد يتتبعه أحد اعوان الطغاه فيرشدهم إلى الكهف، فلذا ألقى الله عليهم “أمنة نعاسًا” أي ألقى عليهم النوم في الكهف، فلا يعثر عليهم أحد، وأيضًا لن يشعرون بذلك بمرور الوقت، ولا يحتاجوا إلى أي طعام أو شراب، يقول الشعراوي: “وهكذا خلصهم الله سبحانه وتعالى من كل ضيق دنيوي..وكانت هناك آيات بقدرة الله سبحانه وتعالى هي التي تولتهم بعنايتها”.


مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*