جمال القرآن.. “فإنك بأعيننا” بلاغة الوصف فى العناية الإلهية بالعباد
[ad_1]
وفى القرآن العديد من الآيات التى نزلت بلغة جميلة ووجيزة قادرة على التعبير الجمالى والتصوير الفنى، ومفردات كثيرة زينها الحسن والإبداع والإتقان، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48).
ونستند فى تفسيرنا إلى تفسير القرطبى، قوله تعالى: واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا فيه مسألتان: الأولى: واصبر لحكم ربك قيل: لقضاء ربك فيما حملك من رسالته، وقيل: لبلائه فيما ابتلاك به من قومك، ثم نسخ بآية السيف.
الثانية: قوله تعالى: فإنك بأعيننا أى بمرأى ومنظر منا نرى ونسمع ما تقول وتفعل، وقيل: بحيث نراك ونحفظك ونحوطك ونحرسك ونرعاك، والمعنى واحد، ومنه قوله تعالى لموسى عليه السلام: ولتصنع على عينى أى بحفظى وحراستى وقد تقدم.
وقال الدكتور عبد المنعم سيد عبد العال فى كتابه (معجم الألفاظ العامية، ذات الحقيقة والأصول العربية): نقول فى دارجتنا: “أقضى لك حاجة كذا، على عينى ورأسي”. أى سأقضيها فى فرح وامتنان، وعزم أكيد.
وأما قوله تعالى: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [الطور: 48] فليست من هذا الباب، وإنما معناها كما قال الطبرى فى تفسيره: فإنك بمرأى منا، نراك، ونرى عملك، ونحن نحوطك ونحفظك، فلا يصل إليك من أرادك بسوء من المشركين.
وكذلك قال النحاس فى (إعراب القرآن)، وقال تفسير الماوردى فى تفسيره: {فَإِنَّكَ بأَعْيُنِنَا} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: بعلمنا، قاله السدي، والثاني: بمرأى منا، حكاه ابن عيسى، والثالث: بحفظنا وحراستنا، ومنه قوله تعالى لموسى: {وَلتُصنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39] بحفظى وحراستي، قاله الضحاك.
[ad_2]
مصدر الخبر
إرسال التعليق