قرأت لك.. “في أثر الوردة” رفعت سلام رائد الحداثة الشعرية المتمرد على اللغة

يظل الشاعر الكبير الراحل رفعت سلام، واحدا من الأصوات الفريدة في مسيرتها، إذ مثل صوتا حداثيا من الصعب تكراره، يعبر عن تجربة إنسانية سعت بالقصيدة إلى جماليات غير مسبوقة، وفى قصائده وأعماله سعى الكاتب أحمد سراج وراء دواوين رفعت سلام بحثا عن أثر وردة الفوضى الجميلة التي كتابها سلام، وظل ريحها مستمرا، مقدما كتابه «في أثر الوردة.. قراءات نقدية في ديوان رفعت سلام”، الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.


 


 ويضم الكتاب عددا من الدراسات نقدية لعدد من الدواوين الراحل الكبير رفعت سلام، مثل دراسات محمد عبد المطلب وأمجد ريان وصلاح بوسريف، أو بعد وفاته مثل دراسة محمد عليم، والثالث ببلوجرافيا بما كتبه صانع الحصون المثابر، ونجد في دراسَـات الدَّوَاوِيـن: كتب محمَّـد عبد المطَّـلب: جماليَّة الفوضَى في «وردة الفوضَى الجميلة»، ومقال إدوَار الخــرَّاط: إشــراقات رفعت سلام، وعن «كأنهَا نهَــاية الأرض» كتب أبُواليزيـد الشَّــرقاوى: شـعريَّة العقــل، وعن حجَر يطفُـو على الماء كتب محمـد فكـرى الجـزَّار: سيمياء الصخَب البصَرى، وعن «هكذَا تكلَّم الكركَدن» كتب عادل ضرغَــام: «تعدُّد الأصوات ومقاربة الواقع الإنسانى» وعن «أرعى الشياه على المياه» كتب سعيد حامد: الجدلى والجمالى «مقاربة رؤيوية» وأحمد بلبولة: درس رفعت سلام في كتابة المناسبة.


 


وفى كتابه الجديد «في أثر وردة صانع الحصون المثابر» يسرد الكاتب أحمد سراج حياة الشاعر رفعت سلام من ميلاده ومراحل تكوينه العلمية والعملية ومواقفه السياسية ومعاركه الفكرية وأثره في حركة ترجمة الأعمال الشعرية العالمية إلى العربية، مستعرضا قراءات لكبار النقاد والمفكرين عن أعمال الشاعر الراحل.


 


وتحت عنوان «البصمة الشعرية لـ رفعت سلام» كتب الناقد الكبير محمد عبد المطلب، عن تجربة سلام، واصفا إياها بأنه على قمة شعراء الحداثة، وأنه بالتأمل والإمساك بالبصمة الشعرية لهذا الشاعر الذي أخذ مكانته المتفردة بين أبناء جيله من الشعراء، والمقصود بالبصمة من وجهة نظر عبد المطلب هنا المكونات والتقنيات التي وظفها الشاعر في إنتاج شعريته توظيفا يلتصق به، وينم عنه، حتى أن القارئ يدرك صاحب القصيدة دون أن يكون اسمه مدونا عليه، مشيرا إلى أنه في مقدمة المكونات في شعرية رفعت سلام هي خروجه اللازم على ما سبقه أو زامنه، موضحا أن الشاعر الراحل يستحضر هذا وذاك، ويوغل في استخدامها ويخلصهما من الألفة، ويصعد بهما صعودا يثير الدهشة إلى الشعرية غير المسبق.


 


فيما قال عنه الناقد الكبير محمود أمين العالم تحت عنوان «إطلالة على الدلالة العامة لشعر رفعت سلام» إن الشاعر الراحل ينتسب إلى المدرسة الشعرية التي تأسست بها رؤية مختلفة عن التي قدمت في الخمسينيات والستينيات، وإن كان يرى أيضا أنه امتدادا لها من حيث البعد الدلالي الاجتماعي والوطني، وإن تمايزت في عنها من حيث التشكيل الجمالي، ولعل أهم ما يميز ملامح الاختلاف هو الخروج على النسق التفعيلي، فضلا عن التمرد على البنية التشكيلية وتتسلسل معانيه، فلم تصبح امتدادا عضويا متسقا إحادي الاتجاه.


 


فيما كتب الشاعر الكبير أمجد ريان عن «تجربة رفعت سلام» إذ وصفه بأنه أحد رواد الحداثة في القصيدة المصرية، وأحد روادها، حيث عملت تجربته على تفجير اللغة لتنتهى حالته السكونية السائدة، وعلى تطوير الإيقاع والمستوى الصوتي في النص الشعري.


مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*