قصص الأنبياء (4): قصة نبي الله إدريس أول من خط بالقلم


08:49 م


الإثنين 27 أبريل 2020

كتب- ايهاب زكريا:

في حلقات يومية، وخلال شهر رمضان المبارك، يقدم مصراوي للقارئ الكريم قصص الأنبياء، استنادا لمصادر معتبرة في السيرة والتاريخ الإسلامي .
وفي الحلقة الرابعة يقدم “مصراوي” قصة نبي الله (إدريس عليه السلام)، قال الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا *وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: 56 – 57].

ففي كتاب: “البداية والنهاية”، الجزء الأول أن إدريس عليه السلام أثنى الله عليه، ووصفه بالنبوة، والصديقية، وهو خنوخ هذا، وهو في عمود نسب رسول الله ﷺ، على ما ذكره غير واحد من علماء النسب، وكان أول بني آدم أعطي النبوة، بعد آدم وشيث عليهما السلام.
وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم، ثلاثمائة سنة وثماني سنين، وقد قال طائفة من الناس: إنه المشار إليه في حديث معاوية بن الحكم السلمي، لما سأل رسول الله ﷺ، عن الخط بالرمل فقال: «إنه كان نبي يخط به، فمن وافق خطه فذاك».
وقوله تعالى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} هو كما ثبت في (الصحيحين)، في حديث الإسراء، أن رسول الله ﷺ مر به، وهو في السماء الرابعة.
وقد روى ابن جرير، أن ابن عباس سأل كعبًا، وأنا حاضر، فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}.
فقال كعب: أما إدريس؛ فإن الله أوحى إليه، أني أرفع لك كل يوم، مثل جميع عمل بني آدم، لعله من أهل زمانه، فأحب أن يزداد عملًا، فأتاه خليل له من الملائكة.
فقال له: إن الله أوحى إلى كذا، وكذا، فكلم ملك الموت حتى أزداد عملًا، فحمله بين جناحيه، ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة، تلقاه ملك الموت منحدرًا، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس.
فقال: وأين إدريس؟ قال: هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: فالعجب بعثت، وقيل لي: اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة، وهو في الأرض؟ فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}.
وقول ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}، قال إدريس: رفع ولم يمت، كما رفع عيسى، إن أراد أنه لم يمت إلى الآن، ففي هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حيًا إلى السماء ثم قبض هناك، فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار، والله أعلم.
قال الضحاك، والحديث المتفق عليه، من أنه في السماء الرابعة أصح. وهو قول مجاهد، وغير واحد.
وقال الحسن البصري: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} قال إلى الجنة.
قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود، وابن عباس، أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك، بما جاء في حديث الزهري، عن أنس في الإسراء: أنه لما مر به عليه السلام، قال له: مرحبًا بالأخ الصالح، والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم، وإبراهيم: مرحبًا بالنبي الصالح، والابن الصالح.


مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*