وزيرة الثقافة: عام التبادل الإنسانى بين مصر وروسيا يفتح آفاقا جديدة للتعاون المشترك

أطلقت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وأولجا ياريلوفا ممثلة دولة روسيا الاتحادية ونائبه وزير الثقافة الروسى، فعاليات عام التبادل الإنسانى المصرى الروسى ٢٠٢١ – ٢٠٢٢ على مسرح دار الأوبرا الكبير، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، بحضور الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، جيورجى بوريسينكو، سفير روسيا فى مصر، السفير محمود طلعت مساعد وزير الخارجية المصرى للعلاقات الثقافية، الدكتور هشام عزمى أمين المجلس الأعلى للثقافة، الدكتور صبرى سعيد رئيس العلاقات الثقافية الخارجية، الدكتور مجدى صابر رئيس دار الأوبرا المصرية، الدكتور فتحى عبد الوهاب رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية وعدد من أعضاء الجالية الروسية فى مصر ولفيف من الإعلاميين.

 

وأعربت إيناس عبد الدايم عن سعادتها بإطلاق فعاليات عام التبادل الإنسانى المصرى الروسى الذى أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الروسى فلاديمير بوتين أثناء القمة الروسية بمدينة سوتشى الروسية فى أكتوبر 2018، ويأتى تأكيدا للروابط الوطيدة التى تجمع بين القاهرة وموسكو وتكثيفا للتعاون بينهما فى مختلف المجالات، وأضافت أن عام التبادل الإنسانى بين مصر وروسيا يعد أحد أكبر وأهم الأحداث فى الدولتين وإضافة ثرية لمجالات التعاون المتعددة بينهما، مشيرة إلى أنه يبرز من خلال الفعاليات التبادلية أهمية دور القوى الناعمة فى مد جسور التواصل بين الشعوب رغم اختلاف اللغات، وأكدت أن الدوائر المشتركة التى تجمع البلدين تعكس التنسيق المتبادل على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية حيث تشهد العلاقات بينهما فى الوقت الراهن طفرة كبيرة وتميزا فى العديد من الملفات، وأوضحت أن هذا النشاط المتميز يعد إضافة لرصيد كبير وضخم من لتعاون الثقافى بين البلدين حيث تضم الفعاليات ألوانا من الإبداع المصرى التى تعد امتدادا لعبقرية أقدم حضارات الأرض، كما تظهر عناصر الثقافة والفنون الروسية باعتبارها مصدرا للإلهامات على مدار أجيال متعاقبة، وأعربت عن أملها أن تكون هذه الفعاليات بداية لآفاق جديدة لتعزيز التعاون المشترك فى مختلف مجالات الثقافة والفنون، موضحة أن الاحتفال بهذا العام يستعيد رصيدا ضخما من الإبداع الروسى الذى ألهم الكثير من المبدعين المصريين إلى جانب الشغف والولع الروسى بكل ما هو مصرى على مر العصور.

وأعلنت أن وزارة الثقافة قد أعدت بالتعاون مع وزارة الخارجية والجانب الروسى أجندة تضم 23 فعالية ثقافية وفنية تشارك فيها جميع قطاعات وهيئات وزارة الثقافة على مدار عام كامل تبدأ اليوم من أرض مصر بلد الحضارة ومهد التاريخ وتختتم فى مايو المقبل بالعاصمة الروسية موسكو، بالإضافة إلى اختيار روسيا ضيف شرف مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام الوثائقية والقصيرة والذى افتتح بالأمس القريب وتتواصل الفعاليات من خلال الندوات ومعارض الكتاب والفنون التشكيلية والحرف التراثية وتأثيرات الأدب الروسى على الأدب المصرى مع تبادل للفرق الفنية بين الجانبين، بجانب إصدار مجموعة من المترجمات من الروسية إلى العربية والعكس، وفى نهاية كلمتها توجهت بالشكر لكافة الشركاء فى هذا الحدث العظيم ولكل من أسهم فى الإعداد لإقامته ولتكن الفنون والثقافة رمزا يجمعنا تحت راية القيم الإنسانية النبيلة لتحقيق السلام فى ربوع الأرض.

 

 

من جانبها نقلت أولجا ياريلوفا، نائب وزير الثقافة الروسية بصفتها ممثلة للحكومة روسيا الاتحادية، تحيات حكومة بلدها للحضور فى افتتاح عام التبادل الإنسانى المصرى الروسى وأضافت أنه فى عام 2018 اتخذ الرئيسان المصرى والروسى قرارا بتخصص عام للتعاون الثقافى والإنسانى بين البلدين، وأشارت إلى أن هذا الاتفاق مهم بالنسبة لروسيا حرصا على تزكية التعاون مع مصر فى العديد من المجالات، وأوضحت أن هذا العام سيكون داعما للعلاقات المتبادلة بين البلدين، وذلك من خلال برنامج ضخم أعدته وزارتا الثقافة فى البلدين، مؤكدة أن اطلاق الفعاليات يشهد أحد أهم فرق الفنون الشعبية فى روسيا والتى لها شهرة عالمية.

وألقى السفير محمود طلعت كلمة بالإنابة عن السفير سامح شكرى وزير الخارجية قال فيها: “تحية لضيوف مصر وفى مقدمتها أولجا ياريلوفا نائبة وزير الثقافة الروسية والوفد المرافقة لها”، مضيفا أن عام التبادل الإنسانى يعد حدثا مميزا فى تاريخ العلاقات المصرية الروسية تضاف إلى أحداث طويلة تؤكد عمق العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن حفل اليوم يعكس عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، وأكد أنه منذ صدور القرار من الرئيسين المصرى والروسى بدأت الجهات فى البلدين فى اتخاذ إجراءات تدشين عام التبادل الإنسانى بينهما ولخروج الفعاليات على الشكل الأمثل، وبذل الجانبان جهودا كبير منذ عام ٢٠١٨ توجت بالتوقيع على بيان النوايا هذا العام ليكون إيذانا ببدء هذا الحدث والذى يشارك فيه العديد من الوزارات والهيئات من كلا الجانبين ويعكس فهما كبيرا للموروث الثقافى والحضارة فى كلا البلدين.

 

وقال جيورجى بوريسينكو، سفير روسيا فى مصر: “نحن على موعد لإعطاء إشارة البدء اليوم لعام التبادل الإنسانى بين مصر وروسيا، حيث كان من المفترض أن يعقد فى ربيع 2020 لكن توقف بسبب جائحة كورونا، ورغم القيود العالمية فإن العلاقات الإنسانية بين البلدين لا تزال تزداد قوة ومتانة”، وأضاف أن المصريين والروس يشعرون تجاه بعضهم بانجذاب واهتمام متبادل، ففى روسيا تتذكر الناس جيدًا العلاقات الجيدة فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وفى الستينيات دعم الاتحاد السوفيتى مصر فى إقامة أكثر من ١٠٠ منشأة صناعية، كما أن روسيا ساعدت مصر فى إنشاء السيرك القومى والكونسرفتوار والفرقة القومية الشعبية، وعدد من المنشآت، موضحًا أن هذا التعاون يشهد مرحلة من الصعود والنمو، ويعود الفضل إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يحرص على دعم العلاقات الوطيدة التى تربطه بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين وأوضح أن هناك حدثًا مهمًا وهو دخول اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجى الموقعة بين روسيا ومصر فى عام 2018، حيز التنفيذ، وعلى الساحة الدولية تتعاون مصر وروسيا بوصفهما شريكان استراتيجيان، ويتطور بشكل ديناميكى وفعال التعاون التجارى بينهما وأشار أن المصريين يحملون مشاعر طيبة ودافئة تجاه الروس، والفعاليات المزمع عقدها بين مصر وروسيا تفتح افاق جديدة للتعرف عن قرب على مفردات الثقافة الروسية، وتساهم فى توسيع نطاق التعاون فى مختلف المجالات .

 

وتضمن حفل الافتتاح عرضا لفرقة بريوسكا للرقص الشعبى التى قدمت مجموعة من التابلوهات الفنية التى تعبر عن الفلكلور الروسى وتجمع بين الاداء الشعبى والرقص الكلاسيكى منها منها برولوجيو، كولوكولتسى، بريوسكا، توبوتوخا، ريشينكا وغيرها.

وكانت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة قد استقبلت أولجا ياريلوفا نائبة وزير الثقافـة الروسى قبيل إطلاق فعاليات عام التبادل الإنسانى بين مصر وروسيا، حيث أكدت إيناس عبد الدايم إعداد أجندة فعاليات ثقافية وفنية مشتركة وابدت سعادتها بحلول روسيا كضيف شرف للدورة 22 من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة والمنعقدة حاليا ومشاركتها بـ9 أعمال ووجهت التحية إلى وزير الثقافة الروسى وفرقة بريوسكا للرقص الشعبى التى تفتتح الفعاليات على مسرح الأوبرا الكبير، مشيرة إلى فضل أساتذتها الروس فى دراساتها باعتبارها فنانة، وأوضحت قوة الروابط والعلاقات بين البلدين والشعبين .

 

من جانبها قدمت نائب وزير الثقافة الروسى الشكر لوزارة الثقافة المصرية وأكدت أن عام التبادل الإنسانى بين البلدين يعد حدثا تاريخيا مهما ويبدأ على أحد اهم مسارح دور الأوبرا فى العالم، كما أبدت سعادتها بالتواجد فى القاهرة ومشاركة بلادها فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وأوضحت الحرص على التعاون مع مصر فى مجال المكتبات والترجمة وتبادل الخبرات فى مختلف مجالات الإبداع، وأضافت انه المستقبل يحمل خطة ثرية للتبادل الثقافى والفنى بين البلدين، مشيرة إلى بذل أقصى الجهد لخروج عام التبادل الإنسانى بين مصر روسيا بالشكل اللائق ليعبر عن متانة الروابط بين البلدين، وتحدثت عن زيارتها للأهرامات والمتحف الكبير، وأعلنت عن إعجابها بالنهضة المصرية الحالية فى مختلف المجالات، كما وجهت الدعوة لوزيرة الثقافة لزيارة موسكو والقيام بجولة فى مختلف السارح والمتاحف والمعارض للتعرف على جانب الثفافة الروسية .

ثم قامت وزيرة الثقافة بإهداء درع تذكارى لنظيرها الروسى، بالإضافة الى مجموعة كتب عن الثقافة والحضارة والادب المصرى إلى جانب بعض التذكارات التقليدية لنائبته .

جدير بالذكر أن وزارة الثقافة أعدت بالتعاون مع وزارة الخارجية والجانب الروسى أجندة فعاليات تضم 23 فعالية ثقافية وفنية تشارك فيها جميع قطاعات وهيئات وزارة الثقافة على مدار عام كامل، وتختتم فى مايو 2022 بالعاصمة الروسية موسكو .