«آسيا 2023»: غموض حول الدولة التي ستستضيف البطولة محل الصين

قطر جاهزة بملاعبها المكيفة… والسعودية تريد 2027 بهدف «الإرث الإبداعي»

قد يتسبب انسحاب الصين من استضافة كأس آسيا 2023 لكرة القدم في الانتقال إلى دول الخليج العربي، حيث تتوفر البنية التحتية، والرغبة في متابعة الأحداث الكبرى، بشكل يجعلها نقطة جذب للبطولات الدولية.

وكان من المخطط إقامة كأس آسيا في عشر مدن خلال يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) من العام المقبل بمشاركة 24 منتخباً، لكن الصين اعتذرت بسبب «الظروف الاستثنائية المتعلقة بجائحة (كوفيد – 19)»، وفقاً لبيان من الاتحاد الآسيوي للعبة.

وقال الاتحاد الآسيوي، إنه سيعلن عن مكان إقامة البطولة في وقت لاحق، لكن دون الكشف عن أي تفاصيل، مع رفض التعليق لـ«رويترز» بشكل فوري على الأمر.

ويكتنف الغموض العديد من الدول الآسيوية بخصوص الخطوات المقبلة.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الكوري الجنوبي للعبة لـ«رويترز»، «هذا موقف غير معتاد بعض الشيء، ولا توجد عملية محددة نعلمها عن كيفية سير الأمور. نعرف فقط أن الصين انسحبت».

وأمام الاتحاد الآسيوي القليل من الوقت لدراسة البدائل، وربما لا يملك وفرة في الدول المتقدمة.

                                         الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يدرس خياراته البديلة للصين (الشرق الأوسط)

ورفض الاتحاد الأسترالي التعليق على إمكانية التقدم بطلب لاستضافة البطولة بدلاً من الصين، لكنه أشار إلى وجود جدول مزدحم في 2023 في ظل المشاركة في استضافة كأس العالم للسيدات مع نيوزيلندا، التي تنطلق في 20 يوليو.

وقال كوشال داس الأمين العام للاتحاد الهندي، الذي تستضيف بلاده كأس آسيا للسيدات 2022، إن بلاده سينصب تركيزها على محاولة استضافة البطولة القارية في 2027، ولا توجد رغبة في استضافة نسخة 2023.

ولم يصدر تعليق من كوريا الجنوبية، التي خسرت أمام الصين في عرض استضافة كأس آسيا 2023، على استضافة المسابقة القارية، لكنها قالت إنها ستتناقش بشكل أكبر مع السلطات المحلية.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الكوري، «بشكل أساسي، فإن استضافة بطولة دولية… تتطلب أولاً مناقشات مع الحكومة والسلطات المحلية، لكننا لم نسمع أو نعقد أي مناقشات بعد».

وكشفت مصادر رسمية لـ«الشرق الأوسط» في العدد المنشور أمس، أن اتحاد كرة القدم السعودي لا يعتزم تقديم طلب استضافة البطولة في أعقاب انسحاب الصين بشكل رسمي من التنظيم نتيجة آثار «جائحة كورونا».

                                    قرار الصين أربك آسيا كلها بالاعتذار عن استضافة نسخة 2023 (الشرق الأوسط)

وبينت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن تركيز اتحاد كرة القدم ينصب على نجاح ملف استضافة النسخة بعد القادمة المقررة 2027، حيث تم تقديم طلب الاستضافة، وتسلم مسودة الشروط، وبدء العمل على إنجازها، من أهمها إنشاء ملاعب جديدة في عدد من المناطق الرئيسية، وتعزيز البنية التحتية من أجل الفوز بالاستضافة.

ويقف الموعد المقرر للبطولة المقبلة، في شهر يونيو 2023، حائلاً أمام دول غرب آسيا، وذلك بسبب الطقس الحار والرطوبة العالية، حيث يتوجب أن يتم تعديل موعد البطولة إلى يناير (كانون الثاني)، أو أن يتم استضافتها في موعدها في إحدى الدول التي تحوي ملاعب مكيفة، وهذا غير متوفر إلا في دولة قطر.

بالعودة إلى المصادر الرسمية، فقد أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن النسخة القادمة محسوبة لصالح دول الشرق، وهذا يعني أن الخيار الأول سيكون دولة من الشرق بديلاً عن الصين، وقد تكون كوريا الجنوبية الأقرب أو حتى اليابان، إلا أن ذلك يتعلق أيضاً برغبة أي منهما في استضافة البطولة في ظل ضيق الوقت، حيث يبقى على الموعد المحدد لانطلاقتها 13 شهراً فقط.

وستضم البطولة القارية المقبلة، وللمرة الأولى، 24 منتخباً، وهو العدد الأكبر الذي سيشارك في البطولة القارية منذ انطلاقتها.

بالعودة إلى البطولة القارية المقبلة، فقد أكد مصدر في الاتحاد الآسيوي لـ«الشرق الأوسط» في العدد المنشور، أمس الاثنين، أن كل الخيارات باتت مطروحة على طاولة اتحاد اللعبة الذي يرأسه الشيخ سلمان بن إبراهيم، من أجل «إنقاذ البطولة» في نسختها المقبلة، حيث بدأ الحديث مع الشركاء التجاريين لبحث الخيارات المقبلة، ويجري العمل على تسوية الحقوق التجارية، سواء بشقيها المالي أو القانوني.

ولم تستبعد المصادر أن يتم منح قطر الاستضافة لجاهزية ملاعب، حتى وإن أقيمت البطولة في موعدها الصيف المقبل بحكم وجود الملاعب المكيفة، إلا أن ذلك يعتمد على عدة أمور، أهمها اعتذار بقية الدولة المرشحة من منطقة الشرق عن الاستضافة، وكذلك رغبة قطر واستعدادها لذلك، عدا الحصول على موافقات من الشركاء التجاريين والرعاة.

وستستضيف الدوحة النسخة المقبلة للمونديال بعد قرابة 6 أشهر فقط، مما يعني أن قبولها استضافة بطولة آسيا سيمثل حلاً سريعاً في ظل جاهزية البنية التحتية والملاعب لاستضافة العدد الجديد من المنتخبات الآسيوية، على أن تسحب ملفها من استضافة البطولة القارية في نسخة 2027.

وكانت اتحادات السعودية وقطر والهند وإيران قد تقدمت بملفات تنظيم بطولة آسيا 2027، حيث لم يسبق للمملكة ولا الهند استضافة البطولة القارية، فيما استضافتها قطر وإيران 4 مرات مناصفة بين الدولتين، علماً بأن أوزبكستان انسحبت من سباق الاستضافة قبل عام من الآن.

إلى جانب الهند، فقد عبرت قطر، بطلة آسيا، وإيران والسعودية، عن رغبتها في التقدم بملفات لاستضافة نسخة 2027. وتستضيف قطر كأس العالم 2022 بدءاً من 21 نوفمبر (تشرين الثاني) في ملاعب شيدت خصيصاً للبطولة، وربما تمثل الاختيار المثالي لاستضافة كأس آسيا بعد أن نظمت البطولة في 1988 و2011.

وربما يكون الموعد مبكراً جداً بالنسبة للسعودية التي دخلت بقوة سوق استضافة الأحداث الرياضية الكبرى في السنوات الماضية. ويتضمن ملف السعودية لاستضافة نسخة 2027 بناء ثلاثة ملاعب جديدة، وتجديد ثلاثة ملاعب أخرى وزيادة سعتها.

وربما تتسبب درجات الحرارة العالية خلال الصيف في منطقة الخليج العربي في طلب قطر والسعودية من الاتحاد الآسيوي تأجيل البطولة عدة أشهر لتقام في وقت مبكر من عام 2024.

وإذا لم تظهر بدائل واضحة لاستضافة البطولة، فإن الاتحاد الآسيوي ربما يعيد المسابقة القارية إلى منطقة الخليج العربي بعد أربع سنوات من إقامة نسخة 2019 في الإمارات.

ويتوقف الأمر عند السعودية وقطر، حيث تسعى الأولى لأن تكون جاهزة بملاعبها الجديدة في عام 2027، فيما لم يتضح موقف الثانية كونها ستخرج مرهقة ذهنياً من استضافة كأس العالم المقررة نهاية العام الحالي، وتحتاج إلى وقت لالتقاط الأنفاس بعد تنظيم أهم بطولة في العالم.

وحسب خبير تسويقي سعودي لـ«الشرق الأوسط»، فإن اتحاد الكرة السعودي يريد أن يترك إرثاً حينما يستضيف البطولة ليبقى في ذاكرة المنتخبات والمشجعين ووسائل الإعلام الحاضرين لكأس الأمم، وهذا سيكون بملاعبها الجديدة وبنيتها التحتية الجاهزة، وفي الوقت ذاته، فهي لا تفكر في أن تستضيف نسخة 23 كون التنظيم سيكون سريعاً، ولن يترك انطباعاً سعيداً كما سيكون في 2027.

واستطرد قائلاً: «بلا شك لو أراد السعوديون استضافة البطولة بملاعبهم الحالية في 2023 سيكون بإمكانهم ذلك على اعتبار أن جدة تملك ملعبين هما (الجوهرة) و(عبد الله الفيصل)، وكذلك ثلاثة ملاعب في العاصمة الرياض هي (ملعب الملك فهد) و(ملعب الأمير فيصل بن فهد) و(ملعب مرسول بارك)، كما يوجد ملعبان في الدمام والخبر، وملعب في الأحساء، وملعب في القصيم، وملعب في مكة المكرمة، لكنهم يفضلون الانتظار إلى عام 2027 للفت أنظار آسيا بملاعبهم الجديدة في القدية والرياض والدمام وجدة».





مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*