إنجلترا اطمأنت للبقاء في «ويمبلي» لكن الفريق بحاجة إلى انتفاضة قبل ثمن النهائي

مودريتش أظهر قيمته كقائد لكرواتيا في اللحظات الحاسمة… ومدرب التشيك يرى أنه حقق الهدف بالعبور للدور الثاني

قبل انطلاق كأس أمم أوروبا صبت الترشيحات في صالح إنجلترا وكرواتيا للمنافسة على صدارة المجموعة الرابعة وانتظار التشيك واسكوتلندا فرصة بين أفضل الثوالث، وهو الأمر الذي تحقق بختام مباريات دور المجموعات، حيث تصدرت إنجلترا وخطفت كرواتيا الوصافة، وتأهلت التشيك لثمن النهائي ضمن أفضل الثوالث، فيما ودعت اسكوتلندا بنقطة وحيدة.

واختلطت الأوراق بالجولة الأخيرة إثر فوز إنجلترا على التشيك بهدف نظيف لتقفز الأولى للصدارة بسبع نقاط بينما تراجعت الثانية (4 نقاط) للمركز الثالث بفارق الأهداف عن كرواتيا الفائزة على اسكوتلندا 3 – 1.

ولم يقدم أي من المنتخبين الإنجليزي والكرواتي اللذين ظهرا في المربع الذهبي لقبل نهائي مونديال 2018، ما يطمئن جماهيرهما بأنهما قادرين على المضي قدما في البطولة الأوروبية والمنافسة على اللقب.

وتعهد غاريث ساوثغيت مدرب إنجلترا والذي لعب كل مباريات الدور الأول على ملعب ويمبلي وبين جماهيره بتطور أداء فريقه في المراحل المقبلة التي لن يكون هناك سبيل فيها سوى الفوز. وقال ساوثغيت: «ما زال هناك المزيد في الطريق من جانبنا بالتأكيد. لم نسجل من كرة ثابتة حتى الآن، لا نلعب بسلاسة ولكن لدينا لحظات نبدو فيها فريقا جيدا». ويدرك المنتخب الإنجليزي أن مواجهة ثمن النهائي ستكون غاية في الصعوبة لأنها أمام منتخب يملك الكثير من الخبرة والنجوم، لكن ساوثغيت سعيد بضمان اللعب أمام جماهير بلاده حيث تقام المباراة المقبلة أيضا في استاد ويمبلي الثلاثاء المقبل، وأوضح: «من يدري ما إذا كانت هذه قرعة جيدة أو لا؟ أردنا الفوز بصدارة المجموعة واللعب في ويمبلي وحققنا ذلك». واتفق المدافع هاري مغواير، الذي عاد إلى تشكيلة المنتخب الإنجليزي في لقاء التشيك بعد تعافيه من الإصابة، أن فريق بلاده ما زال لديه المزيد ليظهره في المواجهات الحاسمة المقبلة، وقال: «استهدفنا الفوز بصدارة المجموعة وفعلنا ذلك. هل يمكن أن نلعب أفضل؟ بالطبع يمكننا ذلك. هل سنتحسن؟ سنبذل قصارى جهدنا. نحن في غاية الصلابة بخروجنا بشباك نظيفة في ثلاث مباريات، الأساسيات موجودة والآن علينا أن نتحسن في بعض جوانب الأداء». وأضاف «في بطولات كرة القدم الأمر يتعلق باللحظات المهمة في المباريات الكبيرة وعدم إعطاء المنافسين الفرصة للتسجيل وفي هذه اللحظة نفعل ذلك جيدا».

وكان رحيم سترلينغ صاحب هدف الفوز على التشيك الأكثر سعادة وقال: «أعتقد أن هناك إيجابيات في المباراة. حافظنا على الكرة بشكل أفضل، وهذا أعطانا المزيد من الخيارات الهجومية. نجحنا في اختراق الثغرات جيدا ولعبنا كرة قدم جيدة وسجلنا الهدف الذي كنا في حاجة إليه». وتابع: «إذا لم تستقبل شباكك أي هدف فهذا معناه أن بإمكانك الفوز، فما عليك سوى التسجيل على الجانب الآخر. الناس أصيبوا بخيبة أمل في مباراة اسكوتلندا قبل أيام قليلة لكننا لم نستقبل أي هدف. أهم شيء كان الفوز بصدارة المجموعة. إنها بطولة في كرة القدم وسيكون الأمر صعبا لكننا بحاجة إلى القيام بما نقوم به». وأكد سترلينغ على أن إنجلترا لا تخشى مواجهة أي منافس صعب لأنك في بطولة كبرى وعليك مواجهة أفضل الفرق، وقال: «الأمر يتعلق بتحدي أنفسنا».

وبعدما تفوقت على كرواتيا بهدف دون رد في المباراة الأولى وتعادلت مع اسكوتلندا سلباً في الثانية، نجحت إنجلترا في الحفاظ على شباكها نظيفة في دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخها والثانية في بطولة كبرى بعد كأس العالم 1966 على أرضها عندما حققت لقبها الكبير الوحيد، وهو الأمر الذي تنتظر الجماهير تكراره وفك عقدة نهائيات أوروبا.

على الجانب الآخر ورغم الخسارة أمام إنجلترا أكد ياروسلاف شيلهافي مدرب التشيك على أن فريقه حقق ما كان يهدف إليه بضمان بطاقة في ثمن النهائي.

وكان المنتخب التشيكي قد ضمن قبل مواجهة إنجلترا بطاقة العبور للدور الثاني بعدما وصل رصيده إلى أربع نقاط، لكن خسارته المباراة الأخيرة جعلته يتراجع من الصدارة ليتأهل ضمن أفضل أربعة منتخبات من أصحاب المركز الثالث في المجموعات الست. وقال شيلهافي: «توقعنا ضغطا مبكرا من إنجلترا وقد حدث ذلك، سجلوا هدفا في لحظة من عدم تركيز دفاعنا وترك سترلينغ من دون مراقبة». وأضاف «يجب النظر بإيجابية لما حققناه، فقد تأهلنا للدور الثاني وتنافسنا مع المنتخب الإنجليزي على المركز الأول».

وقال لاعب وسط التشيك توماس سوتشيك، المحترف في وستهام الإنجليزي، والذي أهدر أخطر فرص منتخب بلاده في اللقاء: «نحتاج إلى التحسن في الاستحواذ على الكرة بالقرب من منطقة جزاء المنافس. حصلنا على بعض الفرص الجيدة، لكن لم نستكمل مرحلة الهجوم».

وأكد لاعب الوسط فارع الطول أن الشوط الثاني كان متكافئا بشكل أكبر وصنعت التشيك سبع محاولات على المرمى. وتعتمد التشيك بشكل مبالغ فيه على المهاجم باتريك شيك، الذي سجل ثلاثة أهداف في دور المجموعات، لكن الفريق يدرك أنه يحتاج إلى المزيد من الخيارات الهجومية في المرحلة المقبلة إذا أراد مواصلة الطريق بالبطولة.

وقال شيلهافي إن انتقال منتخب التشيك ليلعب ثمن النهائي في بودابست، التي تبعد 525 كيلومترا عن براغ سيساعد فريقه على الحصول على دعم من المشجعين.

أما كرواتيا فبعد الظهور بشكل غير مؤثر في أول مباراتين بالخسارة أمام إنجلترا بهدف ثم التعادل مع التشيك، بدا أن قائدها ونجمها الأبرز لوكا مودريتش قرر أخيرا الانتفاضة وفي الوقت المناسب لينقذ منتخب بلاده من خروج مبكر. وأظهر قائد كرواتيا البالغ عمره 35 عاما والمحترف في ريال مدريد الإسباني أنه ما زال يملك الكثير من الإمكانات وأنه قادر على وضع بصمة في الوقت المثالي. وبعد موسم عادي مع ريال مدريد، أخفق أفضل لاعب في كأس العالم عام 2018 في ترك بصمة مع بلاده خلال الخسارة أمام إنجلترا، وكذلك لم يقدم الكثير أيضا أمام جمهورية التشيك يوم الجمعة الماضي، لكنه أظهر دوره كقائد حاسم أمام اسكوتلندا التي نالت دعما هائلا من المشجعين في غلاسجو على أمل بلوغ الأدوار الإقصائية لأول مرة في بطولة كبرى. واستغل مودريتش كل خبراته وإمكاناته في فرض فريقه لسيطرته ببطء على إيقاع المباراة، وأظهر موهبته كقائد أوركسترا وأكمل تمريرات أكثر من أي لاعب آخر في الملعب. وعندما كانت المباراة في حاجة إلى لقطة مؤثرة خلال التعادل 1 – 1 تولى اللاعب المخضرم هذه المهمة بنجاح، ففي الدقيقة 62 وصلت الكرة إلى مودريتش على حدود منطقة جزاء اسكوتلندا فأطلق تسديدة هائلة بوجه القدم الخارجي لتستقر داخل الشباك.

ولم يكن ذلك كل شيء، حيث نفذ ركلة ركنية متقنة حولها لاعب مخضرم آخر هو زميله إيفان بريسيتش داخل الشباك ليحسم المواجهة لكرواتيا 3 – 1.

وربما لم يعد القائد ولاعب الوسط قادرا على الركض طوال الوقت ضد الفرق المنافسة أو التألق في كل مباراة، لكن عندما يحتاجه الفريق، فإنه يظهر أنه لا يزال بوسعه صناعة الفارق. وكال زلاتكو داليتش مدرب كرواتيا المديح لقائده مودريتش وقال: «لا أحد متأكد من كيفية تصرف لوكا ليحافظ على هذا المستوى المرتفع، عندما كنا نتوقع أن ينخفض مستواه أو يفقد قوته نراه ينتفض وهو فقط الذي يقود الفريق بأكمله ولا يستسلم».

وفي سن 35 عاما و286 يوما أصبح مودريتش أكبر لاعب كرواتي سنا يسجل في بطولة أوروبا بعد أن كان الأصغر سنا أيضا حين هز الشباك في سن 22 عاما بنسخة 2008.

وتابع داليتش: «أي شيء أقوله عن لوكا وأدائه لن يكون كافيا… وأنا فخور جدا به بأن أكون مدربه وبأن يشكل جزءا من فريقنا».

أما مدرب اسكوتلندا ستيف كلارك ورغم شعوره بالحسرة للخروج من البطولة برصيد نقطة واحدة، إلا أنه أعرب عن شعوره بالفخر بفريقه الذي كان يخوض أول نهائيات لبطولة كبيرة منذ 23 عاما.

وقال كلارك، 57 عاما،: «الخبرة هي التي لعبت دور الحسم، أنا فخور باللاعبين، وبحقيقة أنهم نجحوا في الوصول إلى النهائيات، لا نريد أن ننتظر 23 عاما أخرى لكي نتأهل لبطولة كبرى، نملك مجموعة من اللاعبين المتميزين ونثق بقدرتهم على تكرار الأمر».





مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*