توخيل «صانع المعجزة» بالتتويج في «الأبطال» ينال المكافأة بتمديد تعاقده مع تشيلسي

توخيل «صانع المعجزة» بالتتويج في «الأبطال» ينال المكافأة بتمديد تعاقده مع تشيلسي

غوارديولا خسر معركته التكتيكية أمام منافسه الألماني وفشل في قيادة سيتي إلى اللقب الأوروبي الأول في تاريخه


الاثنين – 19 شوال 1442 هـ – 31 مايو 2021 مـ رقم العدد [
15525]

هافيرتس نجم تشيلسي يجتاز حارس سيتي إيدرسون في طريقه لتسجيل أغلى الأهداف (إ.ب.أ)

لندن: «الشرق الأوسط»

لم يكن هناك أسعد من الألماني توماس توخيل مدرب تشيلسي بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، حيث نال ثقة الروسي رومان إبراموفيتش مالك النادي وضمن البقاء لفترة طويلة في ستامفورد بريدج.
وتوج تشيلسي بلقب البطولة القارية للمرة الثانية في تاريخه بفضل الفوز المستحق على مواطنه مانشستر سيتي في المواجهة الإنجليزية الخالصة بنهائي البطولة والتي جمعت بينهما في مدينة بورتو البرتغالية وبهدف لاعب الوسط الألماني كاي هافيرتز.
وأكد التتويج صحة قرار إبراموفيتش بإقالة أسطورة النادي فرنك لامبارد في يناير (كانون الثاني) الماضي وتعيين توخيل بدلا منه، حيث نجح الألماني في تحقيق طفرة مع تشيلسي بالارتقاء إلى المربع الذهبي للدوري الإنجليزي، ثم تحقيق مسيرة مثيرة في دوري الأبطال أطاح خلالها بالقطبين الإسبانيين ريال مدريد وأتلتيكو، قبل أن يفرض سيطرته على مانشستر سيتي في النهائي.
ووقع توخيل عقدا يمتد لـ18 شهرا فقط مع تشيلسي، مباشرة عقب إقالته من تدريب باريس سان جيرمان الفرنسي، لكنه استشف من خلال حديثه مع إبراموفيتش داخل الملعب عقب التتويج الأوروبي، بأن الأمور تتجه نحو تمديد عقده لفترة أطول (تلقى عرضا بالاستمرار حتى 2023).
وقال توخيل: «لست متأكدا بنسبة 100 في المائة لكني ربما حظيت بعقد جديد من خلال هذا الفوز، وكيل أعمالي تحدث في هذا الصدد، لقد تحدثت مع المالك داخل الملعب، كانت اللحظة الأفضل للقاء الأول، أو ربما الأصعب، لأنه من الآن فصاعدا قد يزداد الضغط علينا، سنتحدث مجددا، وأتطلع لهذا الأمر، يمكنني أن أؤكد له أنني سأبقى متعطشا ومتطلعا للقب التالي».
وأوضح: «أشعر بسعادة حقيقية كجزء من ناد طموح، كجزء من مجموعة قوية تناسب اعتقاداتي وشغفي بكرة القدم في هذه اللحظة بشكل مثالي، أسعى لمزيد من الانتصارات، أن أنضج بشكل أكبر كمدرب وأن أصل إلى الذروة مع هذا الفريق في اليوم الأول من الموسم المقبل».
وفرض توخيل بالتتويج باللقب الأوروبي بعد أربعة أشهر فقط من توليه مسؤولية تشيلسي نفسه مدربا من العيار الثقيل بالقارة، إثر تفوقه على الإسباني الخبير جوسيب غوارديولا مدرب سيتي للمرة الثالثة هذا الموسم بعد معركة خططية نفذها فريقه بشكل مثالي، وليؤكد صحة قرار إبراموفيتش بتعيينه بدلا من لامبارد.
وعندما تولى توخيل المسؤولية في يناير، بدا أن تشيلسي في مرحلة انهيار، حيث كان يقبع بالمركز التاسع في الدوري رغم الصفقات الكبيرة التي قام بها النادي للتعاقد مع العديد من المواهب، لكن المدرب الألماني نجح في تحقيق الانتفاضة.
وبدأ توخيل بالاعتماد على المزيد من التنظيم وجعل من الصعب على تشيلسي أن يخسر، وحافظ فريقه على نظافة شباكه 12 مرة في أول 14 مباراة للمدرب الألماني في كل المسابقات.
كما رد توخيل اعتباره من باريس سان جيرمان الذي أقاله من منصبه ديسمبر (كانون الأول) الماضي، رغم أنه قاده إلى ثلاثية الدوري والكأس وكأس الرابطة ونهائي دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه الموسم الماضي، وللمفارقة فقد دفع الفريق الفرنسي الثمن باهظا بخروجه من ربع نهائي دوري الأبطال ثم خسارته لقب الدوري المحلي لصالح نادي ليل. في المقابل كوفئ توخيل بالوصول إلى تشيلسي الذي صنع معه نتائج ترقى إلى حد المعجزات بعد فترة من تراجع المستوى تحت قيادة لامبارد.
ورغم أن توخيل فاز في مرتين سابقتين على سيتي في قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي والدوري الممتاز، فإن الانتصار في نهائي دوري الأبطال جاء بأداء مختلف أمام فريق اعتقد البعض أنه الأفضل في العالم.
وأشار توخيل إلى أنه يحلم بحصد المزيد من الألقاب بهذه التشكيلة الشابة ومحاولة كسر هيمنة سيتي المحلية، وقال: «لقد حددنا المعيار، وبمجرد أن تنتهي الاحتفالات، سنستوعب هذه الخبرة. حان وقت التحسن لكي نصبح أفضل. من المهم جدا أن نفعل ذلك. إنه تحد كبير للحفاظ على تعطشنا والبحث عن لقب جديد، أنا جزء من ناد طموح ومجموعة قوية تدعم أفكاري في كرة القدم بشكل رائع».
وأوضح «هذا إنجاز ضخم بأن نصل إلى النهائي، والأهم أننا قاتلنا حتى حققنا اللقب، كنا ندرك أننا نحتاج إلى أداء رفيع المستوى وقوة كبيرة لكي نملك فرصة في الفوز وهذا ما حدث، لا أجد الكلمات للتعبير عن سعادتي ومشاركة هذه اللحظة مع اللاعبين».
من جهته لم يعد إبراموفيتش مطالبا بتبرير قراره بإقالة لامبارد الذي كانت بعض الجماهير غاضبة لرحيله وحول ذلك قال مالك نادي تشيلسي: «هذا قرار صعب بالنسبة للنادي وهذا ليس فقط لأنني تربطني علاقة شخصية ممتازة مع فرنك وأحمل له أكبر قدر من الاحترام. إنه رجل يتمتع بنزاهة هائلة وصاحب أعلى مستوى من أخلاقيات العمل. لكن وفي ظل ظروف معينة كنا نرى أنه من الأفضل استبدال المدرب».
وأضاف الملياردير الروسي: «أعتقد أننا نتحلى بالواقعية في اختياراتنا ونحن نشعر بالراحة لاتخاذ التغييرات الصحيحة في التوقيت الصحيح حتى نضمن تحقيق طموحاتنا على المدى البعيد، أتمنى أن يشير ذلك إلى شيء يتعلق بالوضوح في طموحنا على المستوى البعيد بالنسبة للنادي. من يلتحقون بنا يدركون الأهداف المطلوبة داخل الملعب، وكذلك الدور الإيجابي الأكبر الذي يلعبه النادي في المجتمع».
أيضا تحول موسم كان يبدو مثل الكابوس لهافيرتس إلى حلم عندما أحرز الهدف الذي منح تشيلسي الفوز في النهائي. وتعرض اللاعب الألماني البالغ، 21 عاما، والمنضم لتشيلسي بداية الموسم من ليفركوزن مقابل 72 مليون جنيه إسترليني (102.23 مليون دولار)، لانتقادات كثيرة، لكن ربما يكون هدف الفوز بالنهائي بمثابة رد الجميل. وقال هافيرتس بعد المباراة: «لا أجد ما أقوله. انتظرت طويلا من أجل هذه اللحظة والآن تحققت».
في المقابل فشل المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا مرة أخرى في سعيه إلى قيادة فريقه مانشستر سيتي إلى اللقب الأول في تاريخه في مسابقة دوري أبطال أوروبا، ووضع نفسه محط انتقادات كثيرة بسبب تجربة تكتيكية لم تؤت ثمارها في المباراة النهائية. وبعد عشرة أعوام من نجاحه القاري الثاني والأخير مع فريقه السابق برشلونة عام 2011 فاجأ المدرب الكاتالوني، المشهور بعبقريته والمصنف بين أفضل المديرين الفنيين في العالم، جميع المراقبين بتشكيلة غاب عنها لاعب وسط مدافع، أحد العناصر الأساسية في بلوغ مانشستر سيتي المباراة النهائية للمسابقة القارية العريقة للمرة الأولى في تاريخه، عندما أجبر باريس سان جيرمان الفرنسي على المعاناة في نصف النهائي. وفضل غوارديولا الإبقاء على مواطنه رودري والقائد البرازيلي المخضرم فرناندينيو على مقاعد البدلاء مفضلا عليهما لاعبين بنزعة هجومية هما البرتغالي برناردو سيلفا ورحيم سترلينغ الغائب عن كثير من المباريات في الآونة الأخيرة، فكانت النتيجة أن فريقه الذي كان مرتبكاً في بعض الأحيان، عوقب من قبل تشيلسي بقيادة توخيل الذي جدد الثقة في تشكيلته المعتادة دون ابتكار في اللحظة الأخيرة. وعلقت صحيفة «الصن» البريطانية أمس على الخطة التكتيكية لغوارديولا قائلة: «تجاوز جوسيب الخط الضيق بين العبقرية والجنون، وقرر أن نهائي دوري أبطال أوروبا هو الوقت المناسب لإجراء إحدى تجاربه كأستاذ مجنون. انتهى الأمر بالكيميائي العظيم لمانشستر سيتي بتفجير قنبلة كريهة فقط، دون لاعب خط وسط دفاعي أو قلب هجوم محنك». من جهتها، أوضحت «الغارديان»،: «غوارديولا اخترع طريقة جديدة للخسارة والبحث في أعماق جديدة من إحباطه».
وإذا كانت وسائل الإعلام البريطانية قاسية جدا مع غوارديولا، فذلك لأن خيبة الأمل تساوي عدم الفهم… والتوقعات الموضوعة عليه لرفع أول كأس لمسابقة دوري أبطال أوروبا في تاريخ النادي. لكن غوارديولا أكد عقب نهاية المباراة: «محاولاتنا الخططية كانت تهدف دائما إلى تحقيق الفوز، لقد اخترت أفضل تشكيلة… كما فعلت أمام باريس سان جيرمان (في قبل النهائي) ودورتموند (في دور الثمانية)، (الألماني إيلكاي) غوندوغان لعب سنوات عديدة في مركز لاعب الوسط المدافع. حاولنا أن نحصل على الكرة بسرعة، لإيجاد لاعبين بين الخطوط وكان هذا هو القرار». وأوضح: «افتقدنا بعض الشيء فرصة اللعب بين الخطوط في الشوط الأول. وتحسنّا كثيرا في الثاني. أنا حزين، لكن لدي القليل من الانتقادات».
لم يكن الحظ أيضاً بجانب مانشستر سيتي حيث أُجبر قائده ونجمه الدولي البلجيكي كيفن دي بروين على الخروج باكيا بعد إصابة في رأسه عندما اصطدم مع مدافع تشيلسي روديجر في وقت مبكر من الشوط الثاني، ودونه تبعثرت أوراق غوارديولا الذي دفع بالمهاجمين البرازيلي غابريال خيسوس في الدقيقة (60) والأرجنتيني سيرجيو أغويرو (76) بحثاً عن هدف، لكن دون نجاح في اختراق دفاع تشيلسي المحكم.
وبذلك فشل غوارديولا في رفع الكأس الأوروبية لمدة عشر سنوات تقريباً وتحديدا منذ تتويجه الأخير مع برشلونة في ويمبلي 28 مايو (أيار) 2011، سواء خلال قيادته بايرن ميونيخ الألماني ما بين 2013 و2016 ولا مع السيتي (منذ 2016).



بريطانيا


الدوري الإنجليزي الممتاز




مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*