قمة بين سان جيرمان ومانشستر سيتي… واختبار قوي لليفربول أمام بورتو اليوم

ميلان يصطدم مع أتلتيكو مدريد… وريال مدريد لاستكشاف تيراسبول المولدافي بالجولة الثانية لـ{الأبطال»

تبرز مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي وضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي اليوم في قمة الجولة الثانية من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، فيما يأمل الإيطالي كارلو أنشيلوتي في مواصلة «شهر العسل» مع ريال مدريد الإسباني عندما يستقبل شيريف تيراسبول المولدافي المغمور، ويصطدم ميلان الإيطالي مع أتلتيكو مدريد الإسباني، وبورتو البرتغالي مع ليفربول الإنجليزي.

وفي المجموعة الأولى، تتعلق الأنظار بمواجهة سان جيرمان وسيتي اللذين فرضا اسميهما بين «الأغنى» في العالم، إذ تعود ملكية الأول إلى شركة قطر للاستثمارات للرياضية، والثاني لشركة أبوظبي القابضة.

والتقى الفريقان في مناسبتين في دوري الأبطال: الأولى في ربع نهائي 2016، عندما تأهل سيتي (2-2 و1-صفر) بفضل هدف البلجيكي كيفن دي بروين؛ والثانية في نصف نهائي النسخة الأخيرة، عندما تفوق سيتي مجدداً (2-1 و2-صفر) بفضل الجزائري رياض محرز ودي بروين.

لكن مواجهة هذا الموسم تحمل إثارة إضافية، كونها ستجمع الأرجنتيني ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم 6 مرات القادم من برشلونة الإسباني إلى سان جيرمان بصفقة حرة (حال تأكدت مشاركته بعد تعرضه لإصابة في الدوري وغيابه لمباراتين)، مع مدربه السابق في برشلونة جوسيب غوارديولا.

وصنع الرجلان التاريخ معاً بقيادة برشلونة إلى سداسية تاريخية عام 2009، فيما يعد غوارديولا الذي يشرف على سيتي منذ عام 2016 أن ميسي «أفضل لاعب في التاريخ»، وقد سعى غير مرة إلى التعاقد معه، وآخر هذه المحاولات كانت صيف العام الماضي، لكن محاولته لم يكتب لها النجاح.

وخلال وجوده مع ميسي، حقق غوارديولا 14 لقباً في 4 أعوام مع النادي الكاتالوني، من بينها لقبان في دوري أبطال أوروبا (2009 و2011)، وهو لقب لم يستطع إحرازه فيما بعد مع أي فريق، ومن دون ميسي. أما المهاجم الأرجنتيني، فأحرز تحت قيادة المدرب الإسباني أبرز إنجازاته الفردية والجماعية، ففاز بجائزة الكرة الذهبية 3 مرات (2009 و2010 و2011)، والحذاء الذهبي مرتين (2010 و2012). وبعد رحيل غوارديولا عن برشلونة عام 2012، إثر فترة شهدت تحول ميسي من موهبة كبيرة إلى أفضل لاعب في العالم، واجه المدرب الإسباني النادي الكاتالوني للمرة الأولى في نصف نهائي دوري الأبطال عام 2015، حينما كان مدرباً لبايرن ميونيخ، وخسر (5-3) في مجموع المباراتين، وكان لميسي دور كبير بتسجيل هدفين متأخرين خلال الفوز على الفريق الألماني (3-0) ذهاباً في «كامب نو».

والمرة الوحيدة الأخرى تواجها في دور المجموعات عام 2016، بعد وصول غوارديولا إلى مانشستر سيتي، وسجل فيها ميسي «هاتريك» ليقود برشلونة للفوز (4-صفر) في «كامب نو»، ومن ثم منح فريقه التقدم في مانشستر، لكن سيتي فاز باللقاء (3-1).

وفيما لا تزال أنظار العالم شاخصة إلى حجم التغيير الذي سيطرأ على نتائج باريس سان جيرمان أوروبياً بعد انضمام ميسي، فإن غوارديولا سيبقى متحسراً على إخفاقه في لم الشمل مع الأرجنتيني في سعيه لقيادة سيتي إلى اللقب الأوروبي للمرة الأولى في تاريخه.

واللافت أن كلاً من سان جيرمان وسيتي، على الرغم من إمكاناتهما المادية الهائلة، لم يتمكنا حتى الآن من إحراز لقب المسابقة القارية المرموقة، إذ بلغ سان جيرمان نهائي 2020، وخسر أمام بايرن ميونيخ الألماني، فيما بلغ سيتي نهائي النسخة الماضية، وسقط أمام مواطنه تشيلسي.

وحقق سيتي انتصاراً كاسحاً على لايبزيغ الألماني افتتاحاً (6-3)، فيما عاد سان جيرمان بتعادل مخيب من أرض كلوب بروج البلجيكي (1-1).

وضمن المجموعة نفسها يستضيف لايبزيغ فريق كلوب بروج، ضمن سعي الأول لتعويض خسارته بالجولة الأولى، والثاني للخروج بنتيجة إيجابية تعزز من فرصه بالبقاء بالمنافسة على بطاقة للدور الثاني. وسيخوض لايبزيغ لقاء اليوم دون لاعب وسطه الإسباني داني أولمو الذي تعرض لإصابة في الفخذ ستبعده لبضعة أسابيع.

وفي المجموعة الثانية، تبرز مواجهة ميلان الإيطالي مع أتلتيكو مدريد الإسباني، حيث يحاول الأول تعويض خسارته الافتتاحية مع ليفربول الإنجليزي (2-3)، فيما ينوي الأخير تحقيق فوزه الثاني عندما يحل على بورتو البرتغالي العائد بدوره بتعادل سلبي من أرض أتلتيكو.

وخلافاً لمواسمه الأخيرة، يعيش ميلان (بطل أوروبا 7 مرات) موسماً رائعاً في الدوري المحلي، إذ يحتل المركز الثاني دون خسارة (5 انتصارات وتعادل)، بفارق نقطتين عن نابولي صاحب العلامة الكاملة. أما أتلتيكو، فقد تعرض لخسارة صادمة في الدوري المحلي أمام ألافيس متذيل الترتيب، ليتراجع إلى المركز الرابع.

وأكد ستيفانو بيولي، مدرب ميلان، أن فريقه تعلم دروساً مهمة من الهزيمة أمام ليفربول ستجعله أفضل جاهزية أمام ضيفه أتلتيكو مدريد. وعاد ميلان للعب في أرفع مسابقة للأندية في أوروبا لأول مرة في 8 سنوات، لكنه لم يهضم خسارته في آنفيلد في مباراته الأولى بالمجموعة، حيث كان قريباً من العودة بالتعادل.

وقال بيولي: «تعلمنا أن بعض التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق في هذه المباريات؛ تلقينا أهدافاً في (آنفيلد) بسبب الاستهتار والأخطاء الفنية، ونحتاج إلى ثقافة اللعب على أعلى المستويات بطريقة مباشرة سهلة، والتحلي بالسرعة دون ارتكاب أخطاء، لأن المنافس يستطيع أن يعاقبك في أي وقت». وأضاف: «نتحدث عن منافس يلعب في دوري الأبطال منذ سنوات طويلة، وقد بلغ النهائي. أعتقد أن الدرس الذي تعلمناه أمام ليفربول سيساعدنا ضد أتلتيكو الخصم القوي جداً».

ويدخل ميلان مباراة دوري الأبطال منتشياً بالفوز على فينتسيا وسبيتسيا محلياً، طامعاً في استغلال صدمه خسارة أتلتيكو أمام مضيفه ألافيس السبت. وقال بيولي: «لا أتفق مع الرأي القائل إن أتلتيكو يمر بفترة سيئة حالياً؛ لا يزال بين فرق المقدمة في الدوري الإسباني، ويملك مدرباً قديراً، ولاعبين على أعلى مستوى سيستغلون أي هفوة صغيرة؛ يجب أن نلعب بحذر طوال المباراة».

وفي المقابل، أقر الأرجنتيني دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو، بحاجة فريقه لتغييرات، وقال: «في كثير من المباريات هذا الموسم حرمتنا الفرق المنافسة من الحصول على مساحات. طريقتنا باتت محفوظة، وعلينا تعديل خططنا». وسيعود توماس ليمار لصفوف أتلتيكو بعد تعافيه من إصابة في الفخذ قبل مواجهة ميلان في ملعب يعرفه سيميوني جيداً، حيث سبق له اللعب لعامين مع الغريم إنتر ميلان. وقال سيميوني: «نعلم أننا سنواجه منافساً قوياً يملك فريقاً رائعاً؛

تطور ميلان كثيراً في السنوات القليلة الماضية، وأنا أحب الأجواء في ملعبه».

وفي المباراة الثانية، يعيش ليفربول بداية مميزة في البريميرليغ، كونه الوحيد الذي لم يخسر بعد، ويتصدر الترتيب، في ظل التألق الكبير لنجمه المصري محمد صلاح صاحب 5 أهداف حتى الآن.

وتبدو كتيبة ليفربول، بقيادة المدير الفني الألماني يورغن كلوب، الذي سقط في فخ التعادل (3-3) مع برنتفورد الضيف الجديد على الدوري الإنجليزي السبت، مكتملة، لكن الاختبار المحلي الأخير وضع علامات استفهام حول دفاعه، وقدرته على الصمود أمام بورتو اليوم.

وفي الرابعة، يتطلع ريال مدريد إلى مواصلة انطلاقته الجيدة للموسم، بقيادة مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي وصف بداية مشواره الثاني مع الفريق الملكي بـ«شهر العسل»، بعد 5 انتصارات وتعادلين، ليتربع على صدارة الدوري الإسباني، بفارق 3 نقاط عن أتلتيكو مدريد حامل اللقب، و5 عن غريمه برشلونة، فيما حقق فوزاً مهماً في بداية مشواره القاري على أرض إنتر ميلان بطل إيطاليا بهدف متأخر من البرازيلي رودريغو.

وسُئل أنشيلوتي، الجمعة، عن موعد نهاية شهر العسل، وذلك بعد الفوز الساحق على ريال مايوركا (6-1) في «الليغا»، فرد المدرب المحنك: «سأقول لكم متى ينتهي، لكن الآن الأمور تسير بشكل جيد».

ولم تكن النتائج فقط التي أرخت بظلالها الإيجابية في كواليس النادي الملكي، بعد صيف انتهى بإحراز أتلتيكو لقب الدوري، وتحقيق ريال مكاسب بلغت نحو 50 مليون يورو في سوق الانتقالات، إثر إخفاقه بالتعاقد مع المهاجم الفرنسي كيليان مبابي من سان جيرمان.

وأسعد ريال جماهيره بأداء لافت على المستطيل الأخضر، بعد تشكيلة بدت مترهلة في نهاية الموسم الماضي مع المدرب الفرنسي زين الدين زيدان. وحقق زيدان إنجازاً لافتاً مع الريال، خصوصاً على الصعيد القاري، لكنه بدا حذراً دوماً، مفضلاً الصلابة الدفاعية التي اكتسبها من سنواته الإيطالية مع يوفنتوس، ومدربه مارتشيلو ليبي.

وأطلق أنشيلوتي (62 عاماً) العنان لهجومه الشاب، فسجل 21 هدفاً في 7 مباريات في الدوري المحلي، موزعين على عدة لاعبين، يتقدمهم الفرنسي كريم بنزيمة بـ8 أهداف و7 تمريرات حاسمة، ليسير بخطى ثابتة كي يخلف الأرجنتيني ميسي، بصفته أفضل لاعب في الدوري، وربما أفضل مهاجم في العالم هذه السنة.

كما تتركز الأضواء على لاعب الوسط الشاب الفرنسي إدورادو كامافينغا (18 عاماً) الذي علق أنشيلوتي على أدائه قائلاً: «لا ضغوط على كامافينغا، هو فرح، ويتصرف بشكل جيد مع زملائه، ويحاول تعلم الإسبانية بسرعة». وعلى الرغم من انفتاح أنشيلوتي هجومياً، فقد أكد المدرب الذي منح ريال لقب دوري الأبطال في 2014 العمل الدؤوب الذي ينتظره دفاعياً، موضحاً أنه «بصراحة، نركز كثيراً على الدفاع لأنه أكبر قطاع يحتاج إلى تحسين».

وفيما سيكون ريال، حامل اللقب 13 مرة (رقم قياسي)، حذراً من شيريف تيراسبول الذي فجر مفاجأة بالفوز على شاختار دونيتسك الأوكراني، يأمل إنتر في تعويض سقوطه سريعاً عندما يحل على شاختار.

وفي المجموعة الثالثة، يأمل كل من أياكس أمستردام الهولندي وبوروسيا دورتموند الألماني في تحقيق فوزه الثاني، عندما يستقبل الأول بشيكتاش التركي، والثاني سبورتينغ البرتغالي.





مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*