وش أحلى من كذا؟ | الشرق الأوسط

أحياناً كثيرة لا يكون الفوز أو التأهُّل وحده سبب الفرح، بل قد يكون المستوى والثقة التي يشعر معها المشجع والمتابع والناقد والخبير تجاه هذه المجموعة أو التشكيلة التي يبدأ معها بصياغة أحلامه وطموحاته بناء على ثقته بها.
ومن النوادر أن نرى إجماعاً على مجموعة من اللاعبين من أساسيين واحتياطيين، كما يحدث اليوم مع المنتخب السعودي الذي تأهل للدور المقبل من التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأسي العالم 2022 في قطر وأمم القارة 2023 في الصين، وكان ختام التأهل مِسكاً، بفوز كبير ومقنع وممتع على منافس قوي، هو أوزبكستان وبالثلاثة، ولم يلحظ أحد حجم الغيابات في التشكيلة (مع دعائنا لحسان تمبكتي بالشفاء العاجل).
ويمكنني أن أختصر مزاج الشارع السعودي بما كتبه أحد نجوم كرته السابقين، وهو سامي الجابر، حين علق بقوله: «اللهم لك الحمد والتأهل وتصدر المجموعة وفوز بنتيجة ومستوى رائع ومطمئن… وش أحلى من كذا؟».
نعم، قد لا تكون مجموعة الأخضر هي الأقوى أو من الأقوى، ولكن أوزبكستان وفلسطين واليمن أيضاً ليسوا من الأضعف؛ ففي أربع مباريات متتاليات سجل الأخضر 14 هدفاً، ولم تهتز شباكه ولا مرة، وظهرت منه أسماء جديدة واعدة، وأنا لستُ مع مَن يعطون النصائح والتوجيهات للمدرب هيرفي رينارد حول التشكيلة وضرورة الثبات عليها، وحول قوة المنافسين المقبلين وحول أمور كثيرة بالتأكيد يعرفها الرجل ولن ينتظر أحداً ليخبره بذلك، وأنا مع إعطاء أي مدرب الفرصة كاملة، دون أي تدخل أو ضغط ومحاسبته بعد ذلك على النتائج، وسبق وتعرض مارفيك لحملة أعتقد كان هو والمنتخب في غنى عنها، خاصة أن الرجل قدّم خلال قيادته للمنتخب السعودي ما يشفع له، وهو ما حدث معه مع المنتخب الإماراتي، حين حول ما كان يبدو مستحيلاً إلى واقع، وأحرز 12 نقطة كاملة من أصل 12، وتأهل كمتصدر بدلاً من فيتنام أو تايلاند، وبالتالي هو أو أي مدرب مطالب بأهداف محددة، إن حققها فهو يستحق عقده، وإن لم يحققها فهو يعرف الثمن.
تستحق وزارة الرياضة، بقيادة الأمير عبد العزير بن تركي الفيصل، ويستحق اتحاد كرة القدم بقيادة ياسر المسحل، ويستحق المنتخب بقيادة سلمان الفرج، ويستحق المدرب هيرفي رينارد وطاقمه الفني والطبي، يستحقون جميعاً الإشادة والشكر والتقدير، وسقف الطموحات الآن تأهل جديد إلى نهائيات كؤوس العالم، وما هو أبعد من الدور الأول.





مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*