أزمة أردوغان مع واشنطن تتصاعد.. والقمة مع بايدن غير مؤكدة

شهدت الأيام الماضية مساعي أميركية محمومة لتحقيق توافقات مع الحكومة التركية، فالأزمة المتصاعدة منذ أشهر بين الطرفين مستمرة، والأميركيون قلقون من تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

لا أف – 35

أسوأ ما حصل في العلاقات الأميركية التركية خلال الأسابيع الماضية، هو خروج تركيا نهائياً من برنامج طائرات أف – 35 وهذا يعني أن الأميركيين لن يسلموا أية طائرات من هذا النوع للحكومة التركية. الأهم أن الحكومة الأميركية فصلت تركيا نهائياً من برنامج التصنيع العسكري لهذه الطائرات، وهو جزء مهم جداً في العلاقات بين الصناعات الأميركية والحكومة التركية. ويعبّر هذا الفصل عن عمق الهوّة التي وصلت إليها هذه العلاقات وفشل الطرفين في التوصل إلى حلّ منذ اندلعت أزمة شراء تركيا لمنظومة أس 400 الروسية.

متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية قال لـ “العربية” و”الحدث”: “موقفنا لم يتغيّر. منظومة أس 400 لا تتماشى مع أف – 35 وقد تمّ تعليق مشاركة تركيا في البرنامج” وكرر طلب الولايات المتحدة بأن لا تحتفظ تركيا بالمنظمة الروسية.

مساعي الموظفين

خلال الأيام الماضية، حاول الطرفان إصلاح الأضرار، أو أقله إيجاد بدائل، وقد تحدث مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان مع إبراهيم كالين مستشار الرئيس التركي، وقال البيان الصادر عن مجلس الأمن القومي الأميركي إن المحادثات تناولت “عدة أمور إقليمية بما فيها أفغانستان والشرق الأوسط وجنوب القوقاز وشرق المتوسط، بالإصافة إلى العلاقات الدفاعية”.

أف – 35

هذه اللائحة الطويلة من القضايا على جدول المحادثات بين الطرفين تدلّ على العدد الكبير من القضايا العالقة بين واشنطن وأنقره، وربما يكون أغلب “المشاكل” ما تتسبب به أنقرة لجيرانها وللأميركيين في الوقت ذاته.

“إدارة الخلافات”

الأسوأ أن الأمور لا تبدو أنها إلى تحسّن، بل إلى تأزّم، فقد ذكرت إيميلي هورن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أن سوليفان وكالين اتفقا على “ضرورة استمرار الحوار لإدارة الخلافات والمحافظة على علاقات ثنائية بناءة”.

ليس من المعتاد أن تشير بيانات رسمية أميركية إلى “إدارة الخلافات” بين دولتين حليفتين، كما أنه ليس من المعتاد أن يمتنع الرئيس الأميركي عن التحدث أو اللقاء بنظيره التركي منذ أن دخل البيت الأبيض.

لذلك تتجه الأنظار إلى غلاسكو، حيث من الممكن أن يجتمع الرجلان وقد أشار مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان إلى إمكانية عقد اجتماع بين الرجلين في غلاسكو لكن الأمر غير مؤكد بعد.

الرئيس الأميركي جو بايدن

الرئيس الأميركي جو بايدن

الحلول الممكنة

يحاول الأميركيون وبشكل خاص العسكريون الأميركيون إيجاد مخارج مع وزارة الدفاع التركية. وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تحدث إلى نظيره التركي خلوصي آكار وذكر المتحدث باسم البنتاغون أنهما ناقشا “العلاقات الدفاعية الطويلة الأمد” .

ما زال البنتاغون متمسكاً بمقاربة متعددة المسارات مع تركيا، وبحسب مصادر العربية والحدث يتمسك المسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية بمبدأ فصل العلاقات العسكرية الأميركية التركية عن تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو أقلّه محاولة فصلها قدر الإمكان.

فيما قال المقدّم أنطون سيملروث المتحدث باسم البنتاغون في تصريحه لـ العربية والحدث “إننا نثمنّ عالياً العلاقات الثنائية والشراكة الطويلة الأجل مع عضو الناتو، تركيا” وأضاف “أن وزارة الدفاع ما زالت في مشاورات مع تركيا بشأن حل النزاع حول أف – 35”.

رجب طيب أردوغان (أرشيفية من رويترز)

رجب طيب أردوغان (أرشيفية من رويترز)

ويعمل الأميركيون والأتراك الآن على معالجة تقنية لمضاعفات “فصل تركيا” عن برنامج طائرات أف – 35 ولا يعتبرون في الوقت ذاته أن شراء تركيا لطائرات أف 16 سيكون أمراً سهلاً في ظل المعارضة الكبيرة لسياسات الرئيس التركي في صفوف أعضاء الكونغرس الأميركي.

تصعيد تركي

أكثر ما يخشاه الأميركيون الآن هو تصعيد تركي في شمال شرقي سوريا. فقد تمكنت الولايات المتحدة من احتواء الكثير من المشاكل التي أثارها أردوغان خلال السنوات الماضية، لكن عودة تركيا إلى التهديد بإجتياح المنطقة، والقضاء على القوات الكردية أو التمدد لمسافة 30 كيلومترا إضافية داخل منطقة شمال سوريا، سيعني أن الجنود الأميركيين سيجدون أنفسهم مرة أخرى في مواجهة جنود تابعين لحلف شمال الأطلسي تماماً كما حدث في خريف العام 2019.

المخاطرة الثانية ولا تقلّ تعقيداً عن اجتياح شمال شرقي، هي قول تركيا إنها تأخذ في عين الاعتبار شراء طائرات مقاتلة روسية بدلاً من عشرات الطائرات المقاتلة الأميركية.


مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*