العالمى للتكيف يكشف آثار الحرب الروسية الأوكرانية على الأمن الغذائى فى إفريقيا


كشفت الحرب الروسية الأوكرانية عن اعتماد العالم على الوراردات الغذائية وبالأخص قارة إفريقيا حسبما ذكر المركز العالمى للتكيف، وأكد المركز أن الحرب أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وهذا أمر ليس بهين بالنسبة إلى 283 مليون شخص يعانون بالفعل من الجوع فى القارة، كما كشف أن واردات القمح تمثل حوالى 90% من تجارة إفريقيا مع روسيا، والتى تبلغ 4 مليارات دولار ونحو نصف تجارة القارة البالغة 4.5 مليار دولار مع أوكرانيا.


وعطلت العقوبات المفروضة على روسيا شحنات الحبوب فى وقت كانت فيه المخزونات العالمية محدودة بالفعل، في وقت كانت فيه أزمة الغذاء فى إفريقيا تتفاقم منذ بعض الوقت.


وأشار المركز، إلى أن تغير المناخ أدى إلى تعطيل أنماط الطقس وإلحاق الضرر بالزراعة ليس فقط فى إفريقيا ولكن فى أجزاء كثيرة من العالم كان هذا أيضًا عاملاً وراء الارتفاع الصاروخى فى أسعار المواد الغذائية، حيث وصلت الآن إلى أعلى مستوياتها منذ ما يقارب 50 عامًا.


وباستثناء ظروف الحرب، ربما يكون تغير المناخ أكبر تهديد للأمن الغذائى العالمي، فنحن بحاجة ماسة إلى حلول طويلة الأمد ومستدامة تسمح للزراعة بالتكيف مع ارتفاع درجة حرارة كوكبنا.


وفى هذا الصدد، يهدف البنك الإفريقى للتنمية وشركاؤه إلى تعبئة مليار دولار لتعزيز إنتاج القمح والمحاصيل الأخرى فى أفريقيا. ويتمثل الهدف من ذلك فى مساعدة 40 مليون مزارع على زيادة إنتاجهم من أصناف القمح والأرز وفول الصويا وغيرها من المحاصيل المقاومة للحرارة لإطعام حوالى 200 مليون شخص، وتتمحور هذه الجهود حول الحاجة إلى تدريب المزارعين على الأساليب الجديدة التى تزيد من قدرتهم على التكيف مع آثار تغير المناخ. فإطعام قارة سريعة النمو مثل افريقيا، يحتاج المزارعون إلى إنتاج المزيد من الغذاء، بموارد أقل، مع مواجهة أنماط الطقس المتقلبة والفيضانات والجفاف وانتشار مسببات الأمراض وفقدان التنوع البيولوجي.


وبفضل برنامج تسريع التكيف الأفريقي وهى مبادرة تقودها إفريقيا وأطلقتها العام الماضى لإنهاء قابلية تأثر القارة بتغير المناخ، يعمل المركز العالمى للتكيف (GCA) وشركاء التنمية الآخرون بالفعل على تقديم أساليب مقاومة المناخ لصغار المنتجين الذين يزرعون معظم الأغذية فى إفريقيا.


ويقدر المركز العالمى للتكيف أن تكاليف الاستثمار فى المزارع الأفريقية المقاومة للمناخ أقل من عُشر الأضرار التى تسببها الكوارث المناخية، بما فى ذلك خسائر المحاصيل والإغاثة فى حالات الكوارث وإعادة بناء الطرق وجعل المزارعين يقفون على أقدامهم مرة أخرى، وبالنسبة لأفريقيا جنوب الصحراء، تقدر هذه التكاليف الهائلة بمبلغ قدره 201 مليار دولار سنويًا، مقارنة بالاستثمارات اللازمة للتكيف مع المناخ فى الزراعة، والتى تقدر بنحو 15 مليار دولارمجددًا وفقًا لتقدير المركز العالمى للتكيف.


ومن ناحية أخرى، يواجه المزارعون فى أفريقيا جنوب الصحراء التحديات المشتركة المتمثلة فى التغير السريع للمناخ وسوء التغذية وتزايد عدد السكان، ويحتاجون إلى محاصيل أكثر مرونة وإنتاجية ومغذية إذا أرادوا مواجهة هذا التحدى ويجب إجراء هذا التغيير بسرعة وعلى نطاق واسع.


 وفى أفريقيا، يمكن أن يقضى تغير المناخ على 15% من الناتج المحلى الإجمالى بحلول عام 2030، وهذا يعنى أن 100 مليون شخص إضافى سيكونون قد دخلوا فى براثن الفقر بحلول نهاية العقد.


تعد حماية التنوع البيولوجى الغنى فى القارة طريقًا لزيادة المحاصيل الزراعية وإيجاد أنواع محاصيل جديدة أكثر ملاءمة للمناخات الأكثر جفافاً وحرارة، وتحتفظ بنوك الجينات بآلاف العينات النباتية الهامة التى يمكن للعلماء استخدامها لتطوير أصناف أفضل ولكنهم عانوا لسنوات من نقص التمويل وعدم كفاية عدد الموظفين مما يعرض المجموعات النباتية والأمن الغذائى فى المستقبل للخطر.


وعلى الجانب الأخر، يوفر مشروع بولد BOLD “وهو مشروع التنوع البيولوجى لإيجاد الفرص وسبل العيش والتنمية”، الذى تديره كروب تراست وبتمويل من النرويج والاتحاد الأوروبي، الدعم المالى والتقنى لبنوك الجينات فى نيجيريا وزامبيا وكينيا وإثيوبيا وغانا للوصول إلى معايير التشغيل الدولية وضمان أن المجموعات آمنة ومتاحة للاستخدام على المدى الطويل.


ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتعطل حركة الإمدادات بسبب حالة الصراع، تحتاج إفريقيا إلى تسخير أكبر عدد ممكن من الحلول القادرة على التكيف مع للمناخ بسرعة وعلى نطاق واسع، وذلك لدرء خطر حدوث أزمة غذائية كارثية، ويعد الاستثمار فى التكيف مع المناخ من أجل الزراعة الطريقة الأذكى والأكثر فعالية من حيث التكلفة لضمان الأمن الغذائى للقارة وليس هناك مجال لإهدار الوقت.


مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*