المعلومات الخاطئة التي تفيد بانتهاء الجائحة تغذي الارتفاع في الإصابات في جميع أنحاء العالم

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس للصحفيين في جنيف:

“بعد عدة أسابيع شهدت حالات انخفاض، تتزايد حالات الإصابة بفيروس كـوفيد-19 مرة أخرى على مستوى العالم، لا سيما في أجزاء من آسيا”.

 في الأسبوع الماضي، شهدت الوكالة زيادة بنسبة 8 في المائة في الكشف عن حالات الإصابة بمرض كـوفيد-19، حيث تم تسجيل أكثر من 11 مليون نتيجة اختبار إيجابية.

وأوضح الدكتور تيدروس أن “هذه الزيادات تحدث على الرغم من التخفيضات في الاختبارات في بعض البلدان، مما يعني أن الحالات التي نراها ليست سوى غيض من فيض، محذرا من أنه عندما تتزايد الحالات، تتزايد الوفيات أيضا.

وأضاف أنه من المتوقع استمرار الفاشيات والزيادات على المستوى المحلي، لا سيما في المناطق التي تم فيها رفع التدابير اللازمة لمنع انتقال العدوى.

وقال إن هناك مستويات “عالية بشكل غير مقبول” من الوفيات في العديد من البلدان، لا سيما حيث تكون مستويات التطعيم منخفضة بين السكان المعرضين للإصابة.

وأكد أن “كل بلد يواجه وضعا مختلفا مع تحديات مختلفة، لكن الجائحة لم تنته بعد“.

WHO/Nana Kofi Acquah

تساعد منظمة الصحة العالمية البلدان على تعزيز قدرات اختبار سارس-كوف-2، الفيروس المسبب لكوفيد-19.

 

مجموعة من العوامل

وأشارت الدكتورة ماريا فان كيرخوف، رئيسة الفريق التقني المعني بكـوفيد-19 إلى مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى زيادة الحالات في جميع أنحاء العالم، بدءا من متغير أكثر قابلية للانتقال.

“أوميكرون لا يزال معنا، وهو ينتقل بشكل مكثف للغاية حول العالم. لدينا سلالات فرعية من أوميكرون (BA.1 و BA.2 (BA.2 أكثر قابلية للانتقال، وهذا هو المتغير الأكثر قابلية للانتقال الذي شهدناه من فيروس سارس كوف-2 حتى الآن “.

من مجموع أكثر من 400 ألف تسلسل تم أخذ عينات منها، في آخر 30 يوما، كان 99.9 في المائة منها لمتغير أوميكرون، و75 في المائة تتوافق مع متغير BA.2.

“نحن لا نرى زيادة في شدة الإصابة مع BA.2. ومع ذلك، فمع وجود أعداد هائلة من الحالات، ستكون هناك زيادة في عدد حالات دخول المستشفى وقد شهدنا ذلك في دولة تلو الأخرى.”

هناك عامل آخر يؤثر على زيادة الأعداد وهو رفع تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية التي وضعت لمكافحة انتشار الفيروس.

وحذرت الدكتورة ماريا فان كيرخوف من أن “وقف استخدام الكمامات، وإنهاء التباعد البدني، ورفع القيود التي تحد من حركة الأشخاص، يوفر كل ذلك للفيروس فرصة للانتشار”.

وأشارت الخبيرة الأممية أيضا إلى أن هناك “كميات هائلة من المعلومات الخاطئة” تسبب الكثير من اللبس بين الناس.

 “المعلومات الخاطئة التي تفيد بأن متغير أوميكرون معتدل، وبأن الجائحة قد انتهت، وبأن هذا هو المتغير الأخير الذي سيتعين علينا التعامل معه”.


أناس يرتدون كمامات في ميديلين، كولومبيا.

IMF Photo/Joaquin Sarmiento

أناس يرتدون كمامات في ميديلين، كولومبيا.

 

الفيروس لم يستقر بعد

وفي الوقت نفسه، أوضح الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، أن الفيروس لم “يستقر” بعد في نمط موسمي بحت أو نمط يمكن التنبؤ به حتى الآن.

وشدد على ضرورة التحلي باليقظة والحذر، مضيفا أن الفيروس لا يزال يتمتع بـ “ليونة عالية” ويتنقل بسهولة، ومن المرجح أن يستمر في الانتشار في جميع أنحاء العالم، وفي سياق ضعف المناعة واللقاحات التي لا تعمل بشكل مثالي ضد العدوى.

“سيكون (انتشار) الفيروس مرتفعا في بعض الأجزاء في بعض الأحيان… وسوف ينتقل إلى منطقة أخرى حيث تتضاءل المناعة. سوف يلتقط الفيروس جيوبا ذات قابلية للإصابة، وسنعيش مع تلك الجيوب لأشهر حتى يتم فتح جيب آخر.”

وقالت الدكتورة ماريا فان كيرخوف:

“نحن نتفهم تماما أن العالم بحاجة إلى المضي قدما ويريد طي صفحة كوفيد-19، ولكن هذا الفيروس ينتشر بكفاءة عالية بين الناس وإذا لم يكن لدينا التدخلات الصحيحة في المكان المناسب، فإن الفيروس سيغتنم الفرص لمواصلة الانتشار، كلما زاد انتشار الفيروس، زادت فرص تحوره.”


عامل طبي يتخلص من حقنة لقاح كوفيد-19 مستخدمة في حاوية.

© UNICEF/Vinay Panjwani

عامل طبي يتخلص من حقنة لقاح كوفيد-19 مستخدمة في حاوية.

 

التطعيم واليقظة

وتحدث كل من الدكتورة ماريا والدكتور رايان والدكتور تيدروس أيضا عن أهمية التطعيم، مشيرين إلى أن غالبية الوفيات تظل بين الأشخاص غير المحصنين والأفراد الأكبر سنا والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ولم يتلقوا الجرعات الكاملة للقاحات الفعالة.

“نحن بحاجة إلى إعادة التأكيد على أهمية التطعيم في كل بلد. هذه ليست مجرد قضية بين الشمال والجنوب. يحتاج كل بلد إلى إعادة النظر في مستويات التطعيم بشأن الفئات الأكثر ضعفا، سواء باستخدام سياسات بشأن الجرعات المعززة أم لا، والتأكد من حصول كل فرد على جرعتين من اللقاحات الفعالة، على أقل تقدير.”

وأوضحت الدكتورة ماريا أن البيانات تظهر أن لقاحات كوفيد-19 لا تزال فعالة للغاية للوقاية من الأمراض الشديدة والوفاة، بما في ذلك ضد أوميكرون.

وأضافت أن العالم يحتاج أيضا إلى نظام رصد قوي جدا معني بكوفيد-19 ليكون على دراية بكيفية تطور الفيروس.

وشددت على أنه “على الرغم من كل التحديات التي نواجهها، ما زلنا بحاجة إلى مواصلة إجراء الاختبارات، وما زلنا بحاجة إلى الحفاظ على نظام قوي للتسلسل والتأكد من أن لدينا تمثيلا جغرافيا للتسلسلات التي يتم مشاركتها”.


مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*