هبوط الليرة التركية يعكس انعدام الثقة.. وأردوغان يحذر من “سحق المواطنين”

وصف مساعد المدير ومحلل الاقتصاد الكلي لدى “أرقام كابيتال” نعمان خالد ما يحدث لليرة التركية، بأنه “حالة انعدام ثقة بالبنك المركزي التركي، وبمؤسسات الدولة، وهي ليست حالة يمكن أن تمتد إلى الأسواق الناشئة الأخرى”.

واعتبر خالد في مقابلة مع “العربية” أن تدخل الرئاسة التركية والحكومة في عمل البنك المركزي، يعتبر عامل مؤثر وخاص على تركيا ولا يمتد إلى الدول الناشئة الأخرى، ولن تحل الأزمة إلا بحصول استقلالية كاملة للبنك المركزي التركي.

وأوضح أن متوسط انخفاض عملات الأسواق الناشئة عام 2010 بنسبة تتراوح بين 2% و3% وهذا أداء بعيد عن ما تتعرض له الليرة التركية من تراجع كبير وقوي، مبرر بتدخلات الساسة بعمل السياسة النقدية.

وبشأن تأثر الأسواق العالمية بمتحور أوميكرون كورونا، قال خالد إن مصر تشهد ارتفاعا كبيرا في النمو متوقع استمراره للعام المقبل مع عدم توقع حدوث إغلاقات بشأن كورونا، وبالتالي سيكون من المرجح ارتفاع التضخم، و”لا نرى سببا لرفع أسعار الفائدة المصرية أو خفضها”.

كانت أكبر مجموعة أعمال في تركيا دعت الرئيس رجب طيب أردوغان إلى التخلي عن سياساته النقدية لإنقاذ الليرة التي تدهوت إلى مستويات قياسية غير مسبوقة أمام العملات الرئيسية.

سجلت الليرة التركية انخفاضا قياسيا مقابل الدولار، الجمعة، بعد يوم من إعلان البنك المركزي خفض سعر الفائدة مجددا في إطار البرنامج الاقتصادي للرئيس أردوغان.

ونزلت الليرة 2% إلى 16 مقابل الدولار مقارنة مع إغلاقها عند 15.675 الخميس. وزادت قيمة الدولار بأكثر من مثليها هذا العام مقابل الليرة، الأمر الذي أدى لاضطراب اقتصاد السوق الناشئة الكبيرة.

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه خفض التضخم في بلاده، الذي يتجاوز حاليا 21%، إلى حوالي 4% من قبل، وإنه سيفعل ذلك مرة أخرى عما قريب، في ظل ارتفاع الأسعار بسبب مسعى الرئيس للتيسير النقدي الكبير الذي أدى إلى انهيار الليرة.

وأضاف أردوغان أن نموذج السياسة الجديد القائم على أسعار الفائدة المنخفضة جزء من “حرب الاستقلال الاقتصادي” التي قال إنها مستمرة بنجاح. ووصف خبراء الاقتصاد هذه السياسة بأنها “طائشة” وتوقعوا أن يرتفع التضخم إلى أكثر من 30% العام المقبل.

وكرر أردوغان، خلال لقاء مع شبان أفارقة يوم السبت أُذيع اليوم الأحد، وجهة نظره بأن أسعار الفائدة تسبب التضخم، مضيفا أنه لن يسمح لأسعار الفائدة “بسحق” المواطنين، بحسب وكالة “رويترز”.