هل يتحول العالم إلى نظام تضخمي مرتفع؟

يبدو أن الأثر الاقتصادي لفيروس كورونا لم ينته بعد لكن هذه المرة بصورة مختلفة.

السرعة الفائقة التي يتعافى فيها الطلب على السلع خلال الفترة الحالية دفعت المراقبين للتحذير من التحول إلى نظام تضخم عالمي مرتفع له عواقب وخيمة على الاقتصادات والأسواق المالية.

ووصف نائب رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي ريتشارد كلاريدا أرقام مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي خلال شهر أبريل الماضي بالمفاجأة غير السارة، حيث سجل المؤشر أعلى قفزة منذ عام ألفين وثمانية ، بنحو ثلاثة فاصل خمسة في المئة على أساس سنوي.

مؤشر أسعار المنتجين قفز 6.2% خلال الفترة ذاتها، ليسجل أعلى قفزة منذ عام 2010.

وقفز مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، بحسب البيانات الأخيرة، بأعلى وتيرة منذ عام 1982 في شهر أبريل الماضي ، مقارنة بالشهر الأسبق.

دراسة اقتصادية حديثة أجرتها، أوكسفورد إيكونوميكس البريطانية، حذرت من التحول إلى نظام تضخم عالمي مرتفع يتميز بمعدلات تفوق 5% بشكل دائم وديناميكية مختلفة للغاية.

وعلى الرغم من ندرة حدوث هذا التحول نسبيا على مدار العقود السابقة، إلا أن اكسفورد ايكونوميكس وضعت احتمالا للتحول من نظام تضخم منخفض إلى نظام تضخم مرتفع بنسبة 10% للاقتصاد العالمي، و15% للولايات المتحدة على حدة.

هذا التحول لا يحدث بين ليلة وضحاها، بل يعود في كثير من الأحيان إلى عوامل تراكمية على مدار سنوات عدة ، أبرزها السياسات النقدية والمالية التوسعية ، النفاذ المفاجئ للسلع والارتفاع الصاروخي للأسعار ، إلى جانب القرارات الخاطئة للبنوك المركزية وصناع القرار.


مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*