قصة “يوسف” موظف بشمال سيناء قطع مسافات على ظهر كارو لتسجيل بيانات أسر أولى بالرعاية


“يوسف عطا الشيخ “، موظف فى مدينة الشيخ زويد  بالتضامن الاجتماعى، وصله تكليف من وزارة التضامن بتحديث بيانات الأسر المستحقة لمعاش تكافل وكرامة وغيرها من خدمات توفرها الدولة للأسر الأكثر احتياجا من فاقدى العائل وذوى الاحتياجات الخاصة والحالات الإنسانية، لتصلهم خدمات الدولة الاجتماعية بأنواعها ، وبعد الانتهاء من هذه المهمات فى نطاق عمله ،  تبقت قرى ومناطق تقيم فيها أسر لاتصل لها مواصلات نظرا لظروف مناطقها فقرر الوصول لها مستخدما عربة كارو على رأس فريق عمل من زملائه بالوحدات الاجتماعية بهذه القرى .


وقال يوسف عطا الشيخ مدير إدارة الشيخ زويد الاجتماعية لـ”اليوم السابع”، إنه يعتبرها تجربة عادية حيث يؤدى كل موظف مهامة، ليكون سندا لوطنه فى مناطق سيناء تحت اى ظرف، لافتا ان دوره كموظف فى التضامن الاجتماعى هو توصيل خدمات كثيرة تقدمها الدولة لأسر تحتاج لها وقد يتعذر على هذه الأسر معرفتها او العلم بها ، وأردف “ودورنا كموظفين ان نصل لهم ايا كان مكانهم ” .


وتابع أنه كما فى أى موقع فى مصر كان مطلوبا من موظفى التضامن بتكليف من الوزارة بعمل تحديث المعلومات الميدانية عن الأسر التى تستحق هذه الخدمات لتيسير وضعها على قواعد المعلومات واستفادتها من كافة الخدمات  .


وقال إنه فى نطاق داخل  مدينة الشيخ زويد كان الأمر يسيرا نوعا ما، حيث يقوم فريق من الباحثين بالانتقال للبيوت، وكذلك القرى القريبة من المكان، وبدا الأمر صعبا فى القرى الواقعة فى نطاق قريتي الجورة والظهير جنوب مدينة الشيخ زويد، والتى نتيجة لظروفها الحالية يصعب فيها تنقل السيارات، خصوصا أن هذه الأسر تسكن فى أماكن بعيدة .


وأشار إلى أنه على الفور قرر أن يقود بنفسه فريق من العمل بالوحدات الاجتماعية بتلك القرى تشجيعا للموظفين هناك ودعما لهم ، وقام بإجراء تنسيقات مع جهات الاختصاص ،واستقل سيارة وصولا لأقرب بيت تصل إليه مواصلات، ومنها استأذن صاحب البيت فى  اخذ ” كارو يجرها حمار”، خاصة بصاحب هذا البيت ، يرافقه كلا من رمضان سالم موسي،  مساعد باحث وحدة الجورة الاجتماعية، وسلمان عبدالوالي سلمان  رئيس وحدة الظهير الاجتماعية “.


وتابع أنهم على ظهر الكارو قضو يوما فى التنقل بين البيوت، وتسجيل بيانات الأسر المستهدفة .


وأشار إلى أنه فوجئ بكم السعادة والتقدير من الأهالى، الذين وصل إليهم مع زملائه، وجميعهم كانوا غير مصدقين أن خدمات الدولة تصل لهم وهم بعيدين ويتعذر الوصول لهم إلا على الأقدام أو عربات كارو.


وتابع ” قمنا بتسجيل كافة البيانات اللازمة وتحديث القديم منها وفقا لما هو مطلوب منا “.


وأشار إلى أنه بعد انتهاء مهامه، واستكمال البيانات وإرسالها لنقطة التجميع المركزية، كانت مفاجئة بالنسبة للمسؤولين فى وزارة التضامن الاجتماعى بالعريش والقاهرة، وأبدى من يعرفون ظروف المنطقة اندهاشهم من رحلة العمل الغير تقليدية هذه .


وأكد يوسف الشيخ، مدير إدارة الشيخ زويد الاجتماعية، أنه كموظف بدرجة مدير فى مكانه،  لم يضع أي عذر امام مهمة عمله المكلف بها  ، ولم يقرر ان يسد ببيانات روتينية من مكتبه ، ولم يترك المسؤولية لموظفين اصغر منه هم ميدانيا مسؤلين عن هذا الدور ، وكانت تجربته وزملائه ناجحه فى اداء مهمة وتقديم خدمة وفرتها الدولة للمواطن الذى يستحقها ، والموظف هو الأمين ان يحدد من يستحق وفقا للبحث الميدانى الذى يتضمن رصد لحالة البيت ووضع الأسر بما يتوافق مع الأوراق المقدمة رسميا منه طلبا للخدمة .


وقال إنه لا ينتظر تكريم أو إشادة، ويعتبر هذه مهمة وعمل، وأنه واجب قام به تجاه وطنه وأهل المكان من المواطنين .


يذكر أن شمال سيناء شهدت فى الأونة الأخيرة نماذج لموظفين نجحوا فى تنفيذ مهام عملهم بأفكار ومجهودات غير تقليدية ، كان من بينها انتقال مجموعات شباب من فرق التطعيم التابعة لصحة شمال سيناء فى نطاق مركزى بئر العبد والشيخ زويد مترجلين لمسافات بعيدة  على الأقدام وهم يحملون ادوات عملهم لتحقيق استفادة أطفال من حملات التطعيم، وقيام معلمين من مدينة الشيخ زويد بالخروج بالتلاميذ فى رحلات ترفيه وتعليم ميدانية لأماكن شهدت مرور جيوش الفتح الاسلامى وقبلها حملات جيوش الفراعنة لدحر الغزاة عن مصر .


 


مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*