ارتفاع أسعار الزيت الأوكراني يلقي بظلاله على مائدة رمضان

ارتفاع أسعار الزيت الأوكراني يلقي بظلاله على مائدة رمضان


الخميس – 28 شعبان 1443 هـ – 31 مارس 2022 مـ

توفر أوكرانيا وروسيا أكثر من 80% من صادرات زيت دوار الشمس العالمية (أرشيفية-رويترز)

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»

كانت البطاطا (البطاطس) المقلية اللذيذة من الأطباق الأساسية الرخيصة على مائدة اللبنانية منى العمشة، في الأعوام الماضية، لكن مع ارتفاع أسعار زيت دوار الشمس بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا باتت تخشى ألا تكون حتى البطاطا في المتناول خلال شهر رمضان.
قالت منى، التي كانت تعيش مع أطفالها الثلاثة في حي فقير بالعاصمة بيروت: «في 2021، حين كانت الأسعار مرتفعة بالفعل، كنت أستخدم نفس الزيت في طهو أطباق عدة. اليوم لم يعد بمقدوري حتى فعل ذلك». وأضافت لوكالة «رويترز» عبر الهاتف: «لا أستطيع حتى إعداد طبق من البطاطا المقلية لأطفالي».
في لبنان، سيكون تأثير ارتفاع أسعار القمح وزيت الطعام والوقود كبيراً خلال شهر رمضان، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، بعدما تسببت أزمة اقتصادية عميقة في ارتفاع الأسعار 11 مرة منذ 2019.
وتحتاج الكثير من الوجبات إلى كميات كبيرة من الزيت الذي صار باهظ الثمن لكثيرين في لبنان ودول أخرى ذات أغلبية مسلمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تعتمد بكثافة على واردات الغذاء.
وتوفّر أوكرانيا وروسيا أكثر من 80 في المائة من صادرات زيت دوار الشمس العالمية، وقفزت أسعاره 64 في المائة خلال أسبوع واحد في نهاية مارس (آذار).
وفي الشهر الماضي، عندما بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) إن مؤشرها للزيوت النباتية قفز 8.5 في المائة إلى مستوى قياسي.
وزاد سعر زجاجة زيت دوار الشمس في لبنان بنحو عشرة أمثال ما كان عليه قبل ثلاثة أعوام. ونظراً لشح الواردات حددت المتاجر زجاجة واحدة لكل مشترٍ.
«صيام بلا إفطار»
يؤثر ارتفاع الأسعار بشدة في اللاجئين وغيرهم من الفئات المتضررة في المنطقة.
وذكر برنامج الأغذية العالمي أن قرابة 90 في المائة من 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان يعيشون بالفعل في فقر مدقع، ويعتمدون على المساعدات الغذائية. كما يشعر بالقلق اللاجئون السوريون في مصر البالغ عددهم نحو 130 ألفاً، وسط تعداد سكاني تجاوز مائة مليون نسمة. ومصر عادة هي أكبر مستورد للقمح في العالم، وتضررت بفعل ارتفاع حاد في أسعار القمح العالمية بسبب الحرب في أوكرانيا.
وقالت اللاجئة السورية مايسة محمد (47 عاماً): «لن نصمد»، مضيفة أنها تخشى استمرار ارتفاع الأسعار إذا طال أمد الحرب. ويؤثر ارتفاع أسعار الغذاء أيضاً في الجمعيات الخيرية التي تكثف مساعدة الأسر الفقيرة في رمضان عادة.
وقالت حُسنة مدحت، وهي متطوعة مصرية في مجال المساعدات الخيرية: «بسبب ارتفاع الأسعار أصبحت محتويات شنطة رمضان، التي تشمل الزيت والأرز والمعكرونة وغيرها من المنتجات الغذائية التي تغطي احتياجات الناس على مدى الشهر، أقل من حيث الكميات».
وأضافت أن شنطة رمضان تكلف أي جمعية خيرية الآن 250 جنيهاً بعدما كانت 150 في العام الماضي.
ومن المرجح أن يقل عدد المتبرعين أيضاً، نظراً لانخفاض قيمة العملة المحلية 15 في المائة في الأسابيع القليلة التي تسبق شهر رمضان.
وفي لبنان، تواجه الجمعيات الخيرية ضغوطاً بالفعل. وقالت رشا بيضون، التي ترأس منظمة (ميك اديفرنس) الخيرية التي توزع سلعاً أساسية على الأسر الفقيرة في لبنان: «الطلب أكبر بكثير مما لدينا». وأضافت أن الأسر التي كانت قادرة على شراء زيت الطعام الذي كان سعره في المتناول في وقت ما، أصبحت الآن تطلب إضافته إلى المنح الغذائية، لكن جمعيتها تجد صعوبة في توفير إمدادات كافية. وأضافت: «في رمضان… ستصوم بعض الأسر بلا إفطار. ليس لديها ما تأكله… لا بعد المغرب ولا قبله».



لبنان




مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*