جمال القرآن.. “وألقيت عليك محبة منى” بلاغة وصف حب الله لنبيه موسى


القرآن الكريم طوق المؤمنين والهائمين، ذلك النص البديع، ومعجزة الله الكلامية، الذى جاء كآية للناس بجلال كلماته وجمال مفرداته وعظمة بلاغته، ليظل “الفرقان” و”البيان” لدى الناس، قادر على جذب أسماعهم وأبصارهم، ويأسر قلوبهم.


فى القرآن العديد من الآيات التى نزلت بلغة جميلة ووجيزة قادرة على التعبير الجمالى والتصوير الفني، ومفردات كثيرة زينها الحسن والإبداع والإتقان، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّى وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي(39) سورة طه.


الآية سالفة الذكر، تحمل معنى جمالى بليغ، وبها آثار المحبة التى ألقاها الله على عبده ونبيه موسى عليه السلام، وقال ابن عباس “وألقيت عليك محبة مني”: أى أحبه الله وحببه إلى خلقه، وقال قتادة: كانت فى عينى موسى ملاحة، ما رآه أحد إلا أحبه .


ونعتمد فى قراءتنا للآية وجمالها على ما ورد فى تفسير القرطبى، وقال عكرمة: المعنى جعلت فيك حسنا وملاحة فلا يراك أحد إلا أحبك. وقال الطبري: المعنى ألقيت عليك رحمتي. وقال ابن زيد: جعلت من رآك أحبك حتى أحبك فرعون فسلمت من شره، وأحبتك آسية بنت مزاحم فتبنتك.


ولتصنع على عينى قال ابن عباس: يريد أن ذلك بعينى حيث جعلت فى التابوت، وحيث ألقى التابوت فى البحر، وحيث التقطك جوارى امرأة فرعون؛ فأردن أن يفتحن التابوت لينظرن ما فيه، فقالت [ ص: 116 ] منهن واحدة: لا تفتحنه حتى تأتين به سيدتكن فهو أحظى لكن عندها، وأجدر بألا تتهمكن بأنكن وجدتن فيه شيئا فأخذتموه لأنفسكن. وكانت امرأة فرعون لا تشرب من الماء إلا ما استقينه أولئك الجوارى فذهبن بالتابوت إليها مغلقا، فلما فتحته رأت صبيا لم ير مثله قط؛ وألقى عليها محبته فأخذته فدخلت به على فرعون، فقالت له: قرة عين لى ولك قال لها فرعون: أما لك فنعم، وأما لى فلا.


مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*