جمال القرآن.. “واهجرهم هجرا جميلا” بلاغة الوصف فى صبر النبى على الغافلين
[ad_1]
من يقرأ القرآن الكريم يرى صورًا وتعبيرات بلاغية جديرة بالتوقف، أمام هذا النص الإلهى البليغ، ومعجزة الله الكلامية التى جاء بها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ليرى الناس الهدى والفرقان ويهديهم من الظلمات إلى النور، فجاء كآية للناس بجلال كلماته وجمال مفرداته وعظمة بلاغته، ليظل “الفرقان” و”البيان” لدى الناس، قادر على جذب أسماعهم وأبصارهم، ويأسر قلوبهم.
وفى القرآن العديد من الآيات التى نزلت بلغة جميلة ووجيزة قادرة على التعبير الجمالى والتصوير الفنى، ومفردات كثيرة زينها الحسن والإبداع والإتقان، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10)
قوله تعالى: واصبر على ما يقولون أى من الأذى والسب والاستهزاء، ولا تجزع من قولهم، ولا تمتنع من دعائهم.
واهجرهم هجرا جميلا أى لا تتعرض لهم، ولا تشتغل بمكافأتهم، فإن فى ذلك ترك الدعاء إلى الله. وكان هذا قبل الأمر بالقتال، ثم أمر بعد بقتالهم وقتلهم، فنسخت آية القتال ما كان قبلها من الترك; قاله قتادة وغيره. وقال أبو الدرداء: إنا لنكشر فى وجوه أقوام ونضحك إليهم وإن قلوبنا لتقليهم أو لتلعنهم.
وقال السعدى فى تفسيره: لما أمره الله بالصلاة خصوصا، وبالذكر عموما، وذلك يحصل للعبد ملكة قوية فى تحمل الأثقال، وفعل الثقيل من الأعمال، أمره بالصبر على ما يقول فيه المعاندون له ويسبونه ويسبون ما جاء به، وأن يمضى على أمر الله، لا يصده عنه صاد، ولا يرده راد، وأن يهجرهم هجرا جميلا، وهو الهجر حيث اقتضت المصلحة الهجر الذى لا أذية فيه، فيقابلهم بالهجر والإعراض عنهم وعن أقوالهم التى تؤذيه، وأمره بجدالهم بالتى هى أحسن.
وقال البيضاوى فى تفسيره: واصبر على ما يقولون من الخرافات. واهجرهم هجرا جميلا بأن تجانبهم وتداريهم ولا تكافئهم وتكل أمرهم إلى الله فالله يكفيكهم كما قال: وذرنى والمكذبين دعنى وإياهم وكل أمرهم فإن بى غنية عنك فى مجازاتهم. أولى النعمة أرباب التنعم، يريد صناديد قريش. ومهلهم قليلا زمانا أو إمهالا.
[ad_2]
مصدر الخبر
إرسال التعليق