علماء: البشر لهم القدرة على تجديد أجزاء مفقودة من أجسامهم

نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية تقريرا أفادت فيه بأن فريقا من الباحثين زعم أن البشر يتمتعون بقدرة “غير مستغلة” تكمن بإمكانية تجديد أجزاء من أجسامهم مثل السلمندر المكسيكي (عفريت الماء) الذي انقرض في البرية والمعروف بكونه “بطل التجديد” القادر على إعادة تكوين أي جزء من جسمه تقريبا بما فيه الدماغ.
وحسب الصحيفة، فقد ساعدت دراسة هذه البرمائيات غير العادية الخبراء من مختبر MDI البيولوجي في بار هاربور على استنتاج أن البشر لديهم قدرة “غير مستغلة” على التجدد؛ حيث ركزت على فهم لماذا لا يشكل عفريت الماء ندبة، أو لماذا لا يستجيب للإصابة بنفس الطريقة التي يستجيب بها الفأر والثدييات الأخرى. ووجدت أن الخلايا المناعية المسماة بالضامة عززت نمو خلايا الأنسجة في السلمندر لكنها تسببت بندبات في الفئران.
وفي هذا الاطار، يقول فريق الدراسة إن تكوين الندوب يمكن أن يكون مسؤولا عن منع التجدد في الثدييات، وأن سد مسارات الدماغ التي تؤدي إلى التندب في المستقبل قد يسمح للبشر بإعادة نمو الأطراف المفقودة أو تحسين الصحة العامة.
ومن أجل توضيح الأمر بصورة أكبر، قارن الدكتور جيمس غودوين وزملاؤه الإشارات الجزيئية بعد الإصابة في عفريت الماء بإشارات الفئران البالغة، والتي لديها قدرة محدودة على التجدد. وقال إنه بدلا من تجديد أجزاء الجسم المفقودة أو المصابة عادة ما تشكل الثدييات ندبة في موقع الإصابة، ما يخلق حاجزا أمام التجدد. مبينا ان البحث الذي قاموا به يظهر “أن البشر لديهم إمكانات غير مستغلة للتجديد”، مؤكدا أن حل مشكلة تكوين الندبات يمكن أن يطلق العنان لإمكانات التجدد الكامنة”، مضيفا “لا تترك الإصابات ندوبا، وهو ما يسمح بالتجديد. ولكن بمجرد تشكل الندبة، تنتهي لعبة التجدد. وإذا تمكنا من منع الندوب لدى البشر، فيمكننا تحسين نوعية الحياة لكثير من الناس”.
وحسب الدراسة الجديدة، فانه نظرا لأن أجنة الثدييات وصغارها لديها القدرة على التجدد، على سبيل المثال، يمكن للأطفال الرضع تجديد أنسجة القلب ويمكن للأطفال تجديد أطراف الأصابع، فمن المحتمل أن الثدييات البالغة تحتفظ بالشيفرة الجينية للتجديد؛ وهذا يثير احتمالية تطوير عقاقير في المستقبل تعمل على تشجيع البشر على تجديد الأنسجة والأعضاء المفقودة بسبب المرض أو الإصابة بدلا من تكوين ندبة.
يذكر ان البحث يعتمد على دراسات سابقة وجد فيها غودوين أن الضامة ضرورية للتجديد. وكشفت الدراسات السابقة أنه عندما يتم استنفاد مخازن البلاعم في السمندل فإن عفريت الماء يشكل ندبة بدلا من التجدد، تماما مثل الفئران؛ إذ كانت إشارات البلاعم في عفريت الماء والفأر متشابهة عندما تعرضا للبكتيريا والفطريات والفيروسات، بينما تغير هذا عندما تعلق الأمر بالإصابة الجسدية؛ حيث أدت إشارات البلاعم في عفريت الماء إلى نمو أنسجة جديدة، ولكن في الفأر أدت إلى حدوث ندبات.
وعلى الرغم من أن إعادة نمو أحد الأطراف البشرية قد لا تكون واقعية على المدى القصير، إلا أن هناك فرصا كبيرة للعلاجات التي تعمل على تحسين النتائج السريرية في الأمراض التي يلعب فيها التندب دورا رئيسيا في علم الأمراض. غير ان غودوين يؤكد “إننا نقترب أكثر من فهم كيف تستعد بلاعم عفريت الماء للتجدد، الأمر الذي سيقربنا أكثر من القدرة على سحب أذرع التجديد لدى البشر”.





مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*