في ذكرى وفاته.. حكاية الشيخ الراوي عالم التفسير والداعية الج


03:15 م


الأربعاء 02 يونيو 2021

كتبت – آمال سامي:

في صباح يوم الجمعة الثاني من يونيو عام 2017، توفي الشيخ محمد الراوي، وصلي عليه صلاة الجنازة بجامع الأزهر الشريف بعد صلاة الجمعة، وكان للشيخ الراوي وجود كبير وبارز في ساحة العمل الإسلامي والدعوة، كما كانت له إسهامات فكرية واكاديمية عديدة، فهو عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، وكذلك أحد أبرز اساتذة تفسير القرآن الكريم، إذ شغل منصب أستاذ التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أكثر من ربع قرن.

في أول محاضرة للراوي بالجامعة السعودية، ألقى اقتراحه الذي نفذ بعد قليل بإنشاء إذاعة للقرآن الكريم في السعودية، فيذكر الراوي ما حدث في أحد حواراته قائلًا: ” بدأت أول محاضرة عامة فيها في قاعة كلية الشريعة جامعة الإمام ، حيث كانت في شارع الوزير ، وكان موضوع المحاضرة الإسلام في نيجيريا ، وقد طلب ذلك مني بحكم إقامتي فيها وقدومي إلى الجامعة منها . وكان لها أثرها وتأثيرها وبخاصة حين ختمت المحاضرة بقولي : لقد كنت أسمع صوت الإنجيل يدوي من وسائل الإعلام في أفريقيا . فهل من غيور على الإسلام يسمع الناس جميعا صوت القرآن ؟ وما هي إلا أيام قلائل حتى رأيت ذلك في واقع الأمر حيث أمر المغفور له جلالة الملك فيصل بإنشاء إذاعة القرآن التي امتد نفعها في كل مكان . ولم تنقطع صلتي بها وأحاديثي فيها مدة إقامتي الطويلة في المملكة العربية حفظها الله ورعاها”.

حكاية الشيخ الراوي

نشأ الراوي رحمه الله يتيمًا إذ توفي والده وهو لم يكد يبلغ عامين من عمره، حيث ولد محمد محمد الراوي في 1928 في قرية ريفا بمحافظة أسيوط، ورباه خاله الشيخ محمد فرغلي، وكعادة أهل عصره، التحق بالكتاب واتم فيه حفظ القرآن الكريم وعمره 13 عامًا، ثم التحق بالمعهد الديني في أسيوط عام 1941م، وبعدما حصل على الثانوية الأزهرية، تقدم لكلية اللغة العربةي، لكنه حول إلى كلية أصول الدين عام 1950 م، وحكى الراوي ذلك التحول في إحدى لقاءاته الصحفية قائلًا: ” أحببت أصول الدين بسبب القرآن الكريم، ودخلت بعد تفوقي في الثانوية الأزهرية كلية اللغة العربية، فقمت بسحب أوراقي منها لكي ألتحق بأصول الدين، فذهل الناس؛ لأن اللغة العربية كانت مطلوبة في ذلك الوقت، ولأن الدارسين بها يعملون في المدارس والمعاهد مباشرة بعد التخرج، لكن حبي الشديد للقرآن ودراسته، جعلني أوثره على كل شيء، وأرى فيه متعتي غير العادية منذ الطفولة”.

وهكذا خطا الراوي أولى خطواته الرسمية بالعلوم الشرعية بجامعة الأزهر، إذ أنهى فيها دراسته العالية عام 1954م، ثم الشهادة العالمية مع تخصص التدريس بكلية اللغة العربية عام 1956، وعين عقب تخرجه بقسم الدعوة في وزارة الأوقاف إماما وخطيبًا بمسجد خالد بن الوليد بالإسماعيلية، ثم انتقل لمسجد الزمالك، وبعدها ألتحق بالمكتب الفني بمجمع البحوث الإسلامية، وفي عام 1965 سافر في بعثة أزهرية لنيجيريا لتدريس العربية والقرآن.

طلبت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، الشيخ الراوي ليعمل فيها بداية من العام الدراسي 1970 م – 1971 م، واستمر بها أكثر من الربع قرن مدرسًا للتفسير وعلوم القرآن والحديث هناك، وفي تلك الفترة ساهم الراوي في قيام كلية أصول الدين، وأيضًا المعهد العالي للدعوة الإسلامية هناك، وعين كرئيس قسم التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.

أبرز مؤلفاته

1. الدعوة الإسلامية دعوة عالمية.

2. كلمة الحق في القرآن الكريم – موردها ودلالتها.

3. حديث القرآن عن القرآن.

4. القرآن الكريم والحضارة المعاصرة

5. القرآن والإنسان.

6. الرسول في القرآن الكريم .

7. منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله.

8. المرأة في القرآن الكريم.


مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*