مظاهرة ضد بيكاسو.. هل كان بابلو يعامل النساء بقسوة حقا؟


فى احتجاج فريد من نوعه، نظمت أستاذة جامعية من كلية الفنون فى مدينة برشلونة الإسبانية أمام متحف مخصص للفنان بابلو بيكاسو، يهدف إلى تسليط الضوء على معاملة الفنان الإسبانى بابلو بيكاسو للنساء التى اتسمت فى بعض الأحيان بالقسوة.


 


وتوجهت ماريا يوبيس و7 من طالباتها إلى متحف بيكاسو مرتديات قمصانا كتب عليها “بيكاسو الذى يسيء معاملة النساء” وعبارات أخرى تشير إلى دورا مار، الفنانة الفرنسية التى يُعتقد أنها عانت من سوء المعاملة على يد بيكاسو خلال فترة علاقتهما بين ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي.


 


وجاء الاحتجاج فى أعقاب الجدل فى أنحاء العالم حول معاملة الرجال للنساء، بقيادة حركة (مي_تو) والذى يتضمن إعادة تقييم مسلك شخصيات بارزة سواء كانت على قيد الحياة أم لا.


 


المحتجات يرن أن بابلو بيكاسو كان قاسيا مع نساءه، لفتن إلى أن رائد المدرسة التكعيبية كان سيئا فى معاملته السيدات من عشاقه ومعجباته، فهل حقا كان “بابلو” يكره النساء أو يعاملهن بقسوة؟.


 


فى الحقيقة أن سيرة “بيكاسو” مليئة بالعشيقات والجميلات اللواتى لم يستطعن مقاومة سحره وجذبيته حتى وإن كان الفارق فى السن يتخطى الأربعين عامًا، لكن الواقع يقول أيضا أن أغلب نهايات علاقات بابلو كانت نهايات سيئة، بل وصلت أحيانًا للانتحار. 


 


فمن بين علاقاته الشهيرة علاقته بمارى تريز والتر لفترة طويلة من الوقت وأنجب منها ابنتهما “مايا”، وقد عاشت مارى على أمل أن يتزوجها بيكاسو فى يوم من الأيام إلا أنه لم يفعل، وقد شنقت نفسها بعد وفاة بيكاسو بأربعة أعوام، وخلال حياته، عرف بيكاسو العديد من العشيقات إلى جانب زوجته، وقد تزوج بيكاسو مرتين وأنجب أربعة أطفال من ثلاث نساء مختلفات، وفى أواخر الثلاثينات تعرّف بيكاسو بدورا مار، عشيقته اليوغوسلافية والتى كانت تعمل مصورة فوتوغرافية، واستمرت علاقتهما حتى أوائل الأربعينات، وقد قامت دورا مار بتوثيق لوحة بيكاسو الشهيرة غرنيكا.


 


بعدها بدأ بيكاسو فى علاقة عاطفية جديدة مع طالبة للرسم تدعى فرانسواز جيلوت وكانت تصغره بأربعين عامًا، والتى عاش معها بيكاسو بعدما تعب من عشيقته دورا مار، وفى عام 1947 أنجبا “كلود”، ثم “بالوما” فى 1949.


 


وفى عام 1964، صدر لفرانسواز كتاب عن حياة بيكاسو بعنوان “الحياة مع بيكاسو” وصفت فيه فرانسواز معاملة بيكاسو البذيئة وخياناته المتعددة التى دفعتها لمغادرته ومعها طفليها، وكانت هذه ضربة قاسية بالنسبة لبيكاسو.


 


وأثناء علاقته بفرانسوا دخل بيكاسو فى علاقة جديدة مع جينفييف لابورت والتى كانت تصغره بحوالى خمسة وأربعين عامًا وهو فارق عمرى أكبر من الفارق بين عمره وعمر فرانسواز، واستمرت هذه العلاقة ثلاثة سنوات منها ستة أسابيع ظلت علاقته فيها مع فرانسواز قائمة.


 


بعدها تعرّف بيكاسو على جاكلين روك والتى كانت تعمل بصناعة الفخار فى الريفيرا الفرنسية حيث كان يرسم بيكاسو هناك على السيراميك، وقد أصبحت جاكلين فيما بعد حبيبته ثم زوجته فى عام 1961 والتى استمرت معه حتى وفاته. 


 


كان زواج بيكاسو من جاكلين بمثابة انتقام له من فرانسواز جيلوت التى كانت قد طُلقت من زوجها لوك سيمون لسعيها للزواج من بيكاسو لتأمين حقوق أبنائها كورثة شرعيين لبيكاسو فيما بعد، ولكن بعدما تقدمت جيلوت لطلب الطلاق من لوك، كان بيكاسو قد تزوج سرًا من جاكلين، الأمر الذى جعل علاقته بأبنائه كلود وبالوما متوترة إلى حد كبير، قبل هذا الوقت كان بيكاسو قد شيّد منزلًا كبيرًا على الطراز القوطي، وتم منحه فيلات كبيرة فى جنوب فرنسا، فقد أصبح بيكاسو من مشاهير العالم حيث أصبح الاهتمام كبيرًا بحياته الشخصية تمامًا مثل الاهتمام بفنه.


مصدر الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*